شعر وشعراء

الشعراء رسل محبة وسلام بقلم / رشا السيد أحمد

لأن الشعراء رسل محبة وسلام على كاهلهم يقع الكثير
فإذا كان الشعر الحديث يهدف لتغير العالم ونظمه البالية للأفضل حسب حداثة العصر الحديث ومتطلباته , وحيث أنه يخرج من كل القوالب التي كانت معدة له لقرون طويلة وهذا يعني أن يرفض كل قوالب الإستبداد السابقة التي أتعبت كواهل الشعوب

” فعلى الشاعر الحداثي ” أن يكون هو من الداخل متجددا حداثيا بما يرقى بالكون حوله لتحقيق العدل و السلام , و أن يرفض كل سواد هذا العالم وقمعيته واستبداده ( ويرسخ حقوق الإنسان قبل أي فكر يهدف لإستعباد الإنسان ) ,

بوسائل حداثية أهمها برمجة عقول البشر لصالح فئات محددة وأن يكشف أي زيف إعلامي تروج له القوى العظمة لإحكام سيطرتها على المجتمعات الضعيفة والقوية تارة من خلال الصحة الإنسانية وتارة من خلال صنع الحروب
التي تهيأ الدول للإحتلال من قبل القوى العظمة وتارة لنشر التفرقة بين فئات المجتمع الواحد بوسائل شتى وغيرها من الأمور المتفرقة

على الشعر الحديث …
أن ينشر النور كيفما تحرك بكل حداثة اللسان العربي والعالمي وجماليته وحداثة الفكر الإنساني وتطوره , عليه أن يكتشف الثقوب السوداء في المجتمعات ويعمل على هدمها وإشعال المصابيح في العقول قبل الخارج

وألا يكون محددا بلون شعري واحد , وأن يكون حرا خاضعا لتعاليم الذات العليا دون التحيز لأي مصلحة شخصية تمنع مصلحة الجماعة والمجتمع والكون

نعم الشعوب تحتاج “الشعراء الملهمين” الذين يرون البعيد وحقيقة الحاضر من خلال رؤيتهم وتبصرهم وبصيرتهم إلى الماوراء
ليكونوا مشاعل نور في عقل كل إنسان وفي كل طريق من هذا الكون الجميل , الذي تحول لغابة واسعة في أماكن كثيرة من العالم على الرغم من وجود أيضا أماكن ما زالت تنعم بسلام الله وأمنه

إنها حداثة …
سبقتنا إليها رموز الحداثة الفرنسية ونذكر من رموزها بودلير ورامبو و فلسفات برغسون والتي تداخلت معها في أوقات كثيرة مدارس الفن التشكيلي الحديثة كالتجريدية والسريالية والتعبيرية والرومانسية و شعراء الرومنطقية الإنكليزية وشعراء الحداثة الغربية أذكر منهم إليوت ..

فالشاعر الملهم ” هو أفق من الرؤيا التي تستنبط القادم من خلف الحاضر وتعمل على تغير الحاضر للأفضل ”

والشاعر الوصفي هو صاحب الرؤية ” وهو من يصور ما حوله منعكسا داخله معكوسا للخارج بقوة وإبصار وتبصر وشعرية ”

وعلى ذاك على الشاعر أن يكون شخصا فاعلا بالمجتمع يربط بين الشعر والعالم حوله والحاضر , والآتي بالذات الخلاقة التي تبحث عن بناء مجتمع حداثي و تستطيع أن تنهض بالقصيدة الحديثة بكل سلام وفكر خلاق ورؤيا حاضرة ,

وبالتالي على الشاعر أن يكون روحا تذوب بالمجتمع وتسمو داخلها كل القيم العليا للجمال ” وهي الحق والعدل والخير والسلام و لطافة الإبداع ”

عليه أن يكون ذاتا ترى وتغير وتصنع ما في داخل العقول والنفوس البشرية , بكل ما منحه الله من هبات الرؤية والبصيرة و جمال الشعر والفكر ورؤيا اللسان والفكر والقلب والنفس والقدرة على الخلق والإبداع الحداثي الجميل بما يهيأ لعصور من السلم والسلام والأزدهار للجميع .

سيدة المعبد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق