ثقافه وفكر حر

قصة نجاح / أسماء إلياس

قصة نجاح……

قضينا نهاية أسبوع جميلة… وكان برفقتنا مجموعة من الأصدقاء المقربين… ذهبنا لمكان يمتاز بالهدوء والطبيعة الخلابة… وقد كنت دائماً أنتظر نهاية كل اسبوع حتى نلتقي… ومنها نرتاح من تعب الأسبوع… ونستجم ونتنفس الهواء العليل… الذي يشفي كل مريض… ولأنه الأقرب لقلبي… وهو الذي أجد معه راحتي وهدو نفسي… وهو كان يعلم بأن محبتي له لا توازي محبة بالكون… لذلك كان مرتبط في مثل الجنين بحبل الصرة… فقد كان أي طلب مني يأخذه مأخذ الجد… لم ياتي يوماً وشعرت معه بخيبة امل… أو ندم… كانت محبته وما زالت هي الشريان التاجي الذي يغذي القلب بالدم…
لذلك أول ما قدم له ذلك العرض… تلك الوظيفة الجديدة… والسفر خارج البلاد.. فكر في كيف يترك قلب عشقه ولا يستطيع العيش دونه…
لذلك في ذلك اليوم من أيام الربيع الجميلة… وكنت بذلك اليوم أحتفل بعيد ميلادي السادس والعشرون… لذلك أتفق مع أصدقائنا المشتركين أن يكون هذا اليوم مميزاً بالنسبة لنا… ولذلك خطط حتى تكون المفاجئة بشكل غير تقليدي… كان قد اشترى الذبل… وضمة من الورد الجوري الأحمر الذي أعشقه كثيراً… وبالطبع كل تلك التحضيرات لم يكن لدي علماً بها…. بالطريق تحدثنا بعدة مواضيع… لكنه لم يتطرق لسفره ولا لعرضه الذي جعله سراً… حتى يكون بالنسبة لي مفاجئة لا أنساها طوال العمر…
وكانت تلك المفاجئة فرحة عمري… ولأني أعشقه كانت ردة الفعل لدي دموع انهمرت من عيوني دون أن أشعر… فتلك السعادة التي تجمعت مرة واحدة… كانت أكبر من أن يتحملها قلبي… هذا القلب الذي لم يتعود على الفرح إلا عندما عرفته وعشقته… لأنه هو الذي جعل لحياتي قيمة وجمال… عرفني على الحياة ومباهجها… كان وما يزال يملأ روحي أملاً وتفاؤل… هو الذي شجعني على الكتابة عندما وجد في تلك الموهبة… كان يبث في نفسي روح المقاتل الذي لا يسكت عن حقه…. بالنهاية هو صاحب الفضل… هو الحبيب الذي من دونه أشعر بالنقص… عانقته بعد ان لبسنا الذبل… وكانوا أصدقائنا يشاركوننا تلك الفرحة بمحبتهم الظاهرة في العيون… لم تخبر الأهل فقد كان علمهم بأننا قد خرجنا بنزهة عادية مثل كل نهاية أسبوع…. لكن صديق لنا صور الحدث ووثقه بالصوت والصورة… كانت هناك دموع الفرح وكانت السعادة تفسح الطريق حتى يكون لها المكان الأول بيننا….
وبالفعل كانت سعادتنا ظاهرة وغير عادية…بعد أن عدنا أخبرنا العائلة بقرارنا… وافقوا لكن موافقتهم كان فيها شرط… أنت نتزوج بحفل واسع حتى يفرحوا بنا… وافقنا ما باليد حيلة… قبل أن نسافر تزوجنا بحفل مهيب ضم الكثير من المعارف والأصدقاء والأقارب…
سافرنا للولايات المتحدة… كانت اقامتنا بواشنطن العاصمة… ولأن كان لدي حب كبير للغة الانجليزية تعلمتها على أصولها… لذلك ل يكن لدي صعوبة بتلك البلاد الذي تختلف عن بلادنا بكل شيء حتى المناخ… تأقلمت لكن أخذ معي وقتاً على الجو البارد هناك… لكن لأن لدي تلك الصفة الجيدة بأني عندما أريد شيئاً من كل قلبي أتعود عليه حتى يصبح جزء لا يتجزأ من حياتي… قال لي زوجي وحبيبي لماذا لا تجربي الكتابة بالإنجليزية… كل شيء نحققه عندما نبدأ بتجربته…. قلت له لما لا…
وكان أن أصبحت أكتب روايات وقصص وأفلام… وهناك تعرفنا من خلال الاجتماعات والاحتفالات بكل الأوساط الامريكية على أشخاص من الوسط الفني… مخرجين سيناريست… وممثلين من هوليود… وكانت تلك الخطوة الأولى بالاندماج بهذا الوسط الراقي الهوليوود… وكان أول عقد…. وبعد ذلك بدأت أكتب والعقود تتزاحم وتكثر حتى اصبحت ذو شأن….. وزوجي أصبح له مكانة كبيرة في مكان عمله…. عندما استلم مدير الشركة هناك… أنجبنا ولدين بنت وولد…. وعندما كنا نعود للبلاد زيارة… كانوا الأولاد يندمجون بسرعة بين اولاد عمومتهم والأقارب…. لأننا كنا دائما نتحدث معهم بلغة الأم حتى يتعودوا عليها… وحتى لا يفقدوا ترابطهم مع الوطن ولغة الأم……
بالنهاية يجب على كل مغترب أن لا ينسى بلاده ولا وطنه مهما عاش بعيداً عن بلاده……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق