ثقافه وفكر حر

المقامة الفيلية بقلم عبد الحفيظ الندوي

( انطباعات قیلت في مشاهدة الأفيال والسفر لها إلى ويناد مع بعض أصحابي من الكويت )

حدثنا الراوي أخونا عبد الرحمن
نظنه وإيانا من عباد الرحمن
أن نخرج في قريب الأزمان
إلى ويناد بلاد الإنس والجان

و خرجنا إلى أرض العجائب،
حيث الفيلُ مَلِكُ الغابِ والغياهب،
فقال لنا أبو زيد : حدِّثْ حديثًا به العِبَر،
فنطقت إذًا استمع وانظر واعتبر.

الفيلُ ذاك العظيمُ الهيبةِ والبنيان،
خرطومُه أنبوب، وظهرُه كالصُّلبِ الحصان،
جعلَه اللهُ آيةً منذ قديم الزمان
وسخَّر له ما في أرضه والجنان

أما سمعتَ عن سورة الفيلِ والمآل،
حين أهلك اللهُ أبرهةَ وجيشَ الأفيال،
سلَّط عليهم طيرًا أبابيل،
ترميهم بحجارةٍ من سجيل.

للفيل في التاريخ حكايةٌ عجيبة
وما أخبار حنبعلَ عنك بغريبة
قادَ الفيلةَ في الجبالِ دروبًا صعابا،
فردَّه ربُّ العرشِ وأرداه هبابا.

الفيلُ له ذاكرةٌ لن تُضاهيَه
يذكر الماءَ والأعداءَ بلا نهايَة،
وأذناه كالمروحِ في هيبةِ المدَى،
تحميه من حرٍّ شديدٍ وكبَدَا.

في إفريقيةَ يعيش الفيلُ الجسيم،
ذاك الذي آذانه كظلٍّ عظيم،
وفي آسيا ترى الساج الرشيق،
بين الغاباتِ، يعبرُ الواديَ العميق

وفي متنغا ترى اللائحات
حذار ممر الدبات والفيلات
كذا تراها في بعض الولايات
ولا ترا فيها شيئا من حيوانات

يا عجبًا لخلقِ اللهِ في كلِّ الكائنات،
من الفيلِ للطيورِ إلى قطراتِ المزنات،
فسبحان من أبدع الأكوانَ بحكمات
وجعلَ فيها لعبادِه كل عبرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق