مقالات

المطلوب تعزيز ثقافة التطوع،تغيير الواقع من خلال الفكر والنشاط وليس من خلال الشكوى والتذمر.

بقلم:غزال ابوريا

تعزيز ثقافة العمل التطوعي في قرانا مطلب وحاجة اساسية يجب العمل على تعزيزها في حياة مجتمعنا العمل التطوعي يساعد في تعزيز الاهداف الجماعية وبلورة هويةمجتمعنا، الذي في خلفيته ذوت العمل التطوعي كونه مجتمعًا فلاحيًا وزراعيا وتقاسم رغيف الخبز بين افراده.
مجتمعنا عنده القدرات والامكانيات، عنده العمال الشباب المحامون، المهندسون والاطباء، وكل الأطياف المهنية،والمطلوب ان نترجم قدرات مجتمعنا وصبها في مسار العمل التطوعي.
اعود الى اهمية التعاون والتطوع حيث هناك قصة في عالمنا العربي يتناقلها الناس وهي انه في احدى القرى النائية انهار جسر وانقطعت المواصلات بين تلك القرية وسائر القرى المجاورة راح سكان القرية يجتمعون للبحث عن طريق تنقذهم من عزلتهم عن تلك القرى، خاصة وان فصل الشتاء اقترب ولا بد من شراء المؤونة والملابس والحاجيات الضرورية الأخرى.
بدأ موسم الامطار وساد الذعر، وكان اشرف الطفل الذكي يفكر في طريق يجعل بها
اهل القرية يعملون في قريتهم…
قال اشرف لاهالي القرية، هناك جرة ذهب عند مدخل الغابة هرع الجميع إلى المكان الذي حدده وهناك وقف اشرف واشار اليهم انظروا هذا جحر النمل.. وانظروا كيف يشق طريقه، هل هو

اذكى او اقوى منكم؟ دهش الحاضرون من كلام اشرف وعملوا بنشاط على ترميم الجسر.
ونحن في قرانا ومدننا العربية بحاجة الى ان نتعلم من النمل ونسأل انفسنا ماذا يمكن ان نعمل لانفسنا رغم سياسة القهر القومي والتمييز الذي تمارسه السلطة؟ ليس من المهم ان نفحص العوامل الذاتية عندنا؟
وهنا اتذكر حادثة لعامل استلطفه الجميع واحبوه وكان المسؤول يقول له دائما: لماذا نسيت ان تعمل كذا؟ وكان جوابه محداش قلي”. حتى نستطيع تحقيق اهدافنا الجماعية نحن بحاجة لأن ننمي المسؤولية الجماعية والعمل على بناء البنية الانسانية اولاً. لا ان نتبنى مقولة “محداش” قلي او ان يقف الفرد على الجدار قائلاً “لا يهمني” “لا يخصني”، هذا يدفع المجتمع الى الترهل الاجتماعي – المواطنة الحقيقية تعني اهتمام الانسان بما يدور حوله ومحاولة المشاركة في تقديم الحلول
اعتقد ان كل مؤسسة لا تستطيع لوحدها النهوض بالمجتمع الا من خلال الالتفاف الشعبي وان ياخذ المواطن دوره مع الاخذ بعين الاعتبار ان قضايا مجتمعنا وحاجاتة كثيرة، الفردية منها والجماعية، وفي حالة التعاضد الاجتماعي يمكن ان نخطو بمجتمعنا الى الامام. كما ويجب أن نسأل أنفسنا كمواطنين وأهال متى قمنا بعمل تطوعي ؟ متى تبرعت ؟ والسؤال يجب أن يكون ماذا قدمت المجتمعي وليس ماذا قدم مجتمعي لي ؟
هناك حكاية عن ولد جلس مع جدتة على مدار الأسبوع يقول لها ” جدتي، أريد ان اغير العالم “. وبعد أن كرر الولد رغبتة قالت لة الجدة ” يا حفيدي تغيير العالم يبدأ عندما تساعدني أن اغسل الصحون “. ساعدني أولاً !
لذا يجب أن نرى بعداً استراتيجياً لمسألة العطاء والتطوع، ولو اعطى كل واحد منا ساعة من وقتة لنهضنا بمجتمعنا وانطلقنا الى الامام. ولو تأطر المحامون في كل قرية ومدينة عربية لدافعوا عن قضايا الارض والمصادرة ولو قام الاطباء بتقديم ساعة من وقتهم لوصلنا الى التثقيف الصحي المانع والوقائي ونصل الى نهج صحي سليم، ولو قام كل معلم بتقديم ساعة شهرية من وقتة لرفعنا مستوى التحصيل في مدارسنا واخذنا موقعنا في المجتمع الاسرائيلي الذي لا مكان لنا فية إلا من خلال التفوق والتميز.
إن تغيير الواقع لا يتم من خلال الشكوى والتذمر وفقدان الأمل بل من خلال الفكر والنشاط الفعال ومن خلال ارادة الناس الفردية والجماعية الفعالة والمؤمنة بامكانية العمل عندها ننتقل من الشكوى الى الامل والعمل وتوسيع حلقات الاتفاق والوفاق والمشاركة وبذلك نحقق حلمنا ورؤيتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق