مقالات
القتل: هو هدم البِنْية يتبعه خروج الروح. الموت : خروج الروح يتبعه هدم البية .
الطيب علي ابو سن
باسم الله الرحمن الرحيم:
الوفاة : لها عدة معاني في مجال القطع والعزل وسداد المستعار كالدين وغير ذلك.
الميِّتُ: هو الحيُّ الآيل إلى الموت بعد حين : إنك ميِّتٌ وإنهم ميِّتون ، فنحن الآن ميِّتون.
أما الأموات فهم من فارقوا الحياة نهائياً، ومفرد الكلمة ميْت.حُرِّمَت عليكم الميْتة والدم ولحم الخنزير.
إن الله يَتوَفَّي الأنفس حين موتها أي يطوي كتاب أعمالها إلى يوم الحساب، وهنالك من الأنفس ما تُتَوَفَّى في منامها حيث يُطْوَى حسابُها إلى حين وذلك برفع القلم عنها أثناء النوم ليعود هذا القلم لعمله بعد الاستيقاظ .
ومن أدلة أن الوفاة قطع موقوت قول الله سبحانه وتعالى لعيسى عليه السلام: إني متوفيك ولم يقل مُمِيتُك لأن غيابه عن الدنيا انقطاع موقوت ، فعيسى عليه السلام ما زال حيَّاً وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم.
من هنا يتبيَّنُ لنا أن الوفاة غير الممات ، وأننا عندما نتعامل مع عزيز لنا قمنا بدفنه نُسَمِّيهِ بالمتوفَّى ، ولعل هذه التسمية في صيغة دعاء نستبطنه مفاده طلب تمديد الأجر لفقيدنا بعد الممات وذلك بناء على ما ترك وراءه من أعمال الخير.
و بالمناسبة هذه حدثت لي تجربة هي أقرب للطرفة، فقد كنت في عزاء بالخرطوم ، قال أحد الجالسين يا إخوانا الفاتحه للمُتَوَفِّي، فقلتُ له بردَّةِ فِعْلٍ قاسية: يا رجُل حرام عليك ،ترفع الفاتحة في ربّك؟
صمت الجمع ونظروا نحوي باستهجان، فأسرعت بالشرح قبل أن تقع عليَّ الصَّفْعات:
إخوتي ، فقيدنا هو المُتَوَفَّى الله تعالى هو المُتَوَفِّي ، والله يتوفى الأنفس، فعَمَّتِ السكينة ونلتُ من القوم شكراً وتقديراً.
بقيت إشارة أخيرة هنا لعلها تعطينا الحق بإطلاق كلمة مُتَوَفَّى على موتانا ، فلعل إطلاق الكلمة عليه تنطوي على دعاء منا لصاحبنا بمواصلة أجره في قبره تطلعا لعلم تركه للانتفاع به ، أو صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له.