لم يختفِ نورُ البدر ِفي هذا الصباحْ
ولا توارتْ وَجنتاهْ
العينُ في ولهٍ تدورُ ومقلتاهْ
في ضياعٍ تتيهانِ
وا حسرتاهْ!
القلبُ يصرخُ في الضلوع تثبّتي
هذي الرياحُ تزيلُ أزهارَ الحياة
تمحو نورَ ضحكاتٍ تجلّتْ
فجرّتِ العيونَ في الفلاة
تقوّسَ البدرُ هلالا ثمّ صاحْ
أيها البائدُ
باقٍ أنا في موضعي
آبى النزوحَ
أرتشفُ الأناة
تجهّم البائدُ صائحا: ويحكَ
أتعصيني
ودوني لا حياة؟
للتوّ أمحوكَ فلا نورٌ تجلّى
لا ضياءٌ
ولا أمانٌ
في رُباكْ
تبسّمَ البدرُ وفاض نورُهُ
باقٍ أنا…
في فجر هذا الصبح
في تراتيل المساء
في دعوة المظلومِ باقٍ
في تلابيب التقاة
زُلْ أيها البائدُ بلا عودةٍ
فلا أسفٌ عليكَ
لا رجاءٌ
ولا دُعاء
فأنت! أنت
أنت من جعلني غائرا
في الظلام
والقلبُ ناء بحزنِهِ
والفكرُ تاه حائرا متسائلا:
تُرى أين العدلُ؟
كيف غاب الحقُّ واستعلى الجناة؟
وهذا شملي قد تفرّق بُغتةً
وعاث في مداري اليباب
لكنّني باقٍ هنا
آبى الأفولَ
فنوري لاحَ رغما عنك
في هذا الصباح!
بقلم : روز اليوسف شعبان
2