مقالات

إن ضاعت الأخلاق ضل الناس طريقهم وتدمرت المجتمعات

صالح نجيدات

إن ضاعت الأخلاق ضل الناس طريقهم وتدمرت المجتمعات
“إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” بهذه الكلمات حدد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الغاية من بعثته.
لقد قضى الرسول الكريم أول ثلاثة عشر عاما من بعثته وهو يدعو إلى الأخلاق الحميدة والتقيد بها قبل الحلال والحرام وقبل اي شيء لانه لا ينفع الدين بدون الأخلاق ولا تستقيم الحياة بدون الاخلاق , ولا استقرار وامن وأمان في المجتمع بدون الاخلاق .
والأخلاق هي منظومة قيم ومعايير اجتماعية تضبط تصرفات الناس وتحرك ضمير ووعي الأشخاص والشعوب حتى ترتقي لتصبح مرجعية ثقافية لتلك الشعوب.
ما أحوجنا نحن العرب في جميع مجتمعاتنا لتطبيق منظومة الاخلاق لان المتابع لوضع المجتمعات العربية المزري يشاهد كيف ابتعد الناس عن القيم والأخلاق والمفاهيم والتصرفات الحميدة ، فما انتشار العنف والجرائم والخاوى والابتزاز والرشوة والكذب والغش والخيانة في التعامل ومخالفة القوانين إلا نتيجة لابتعاد الناس عن أخلاق التعامل.
إن التعامل بالأخلاق الحميدة هو الحل لكل مشاكل المجتمعات العربية من المحيط الى الخليج .
لقد تردع الأخلاق المنحرف عن ارتكاب الجرائم وتمنعه من فعل كل ما يتنافى مع الاخلاق والقوانين الوضعية او خيانة مجتمعه ووطنه، فيما لا تفعل التعاليم ذلك، لأنه إما لا يهتم لها بشكل عام، أو يفسرها بطريقة خاطئة وتعسفية , ومن المعروف أن عرب الجاهلية المشركين كانوا من أكثر الناس تمسكا بالأخلاق والقيم , فلا هم يغدرون بالغريب المستأمن ، ولا يقبلون خيانة العهد والكذب ولا يخنون الجار ولا يعتدون عليه لان قيمهم وشهامتهم ومروءتهم تمنعهم من ذلك , والتاريخ يذكرنا دائما بقصة رأس المشركين في مكة أبي جهل الذي منعته أخلاقه من أفعال لا يتردد بعض المسلمين اليوم عن فعلها في هذا العصر, فعندما أرادت قريش قتل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال له أحد المشركين: ” ندخل عليه بيته ونقتله وهو نائم في فراشه ” ، فما كان رد أبي جهل إلا أن قال لمحدثه وهو ينتفض غضبا من الاقتراح غير الأخلاقي: «ثكلتك أمك هل تريد أن تتحدث العرب بأن أبا الحكم يُرَوِّع بنات محمد؟ لا والله لا نتسور عليه داره.
الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق