خواطر
سهره في المعصره – جمال شدافنة
في انتظار دوري رقم 45 لعصر بضع اكياس من الزيتون نظرت الى الارقام المكتوبه على اكوام الاكياس المكسده فقلت في نفسي( سهرتنا طويله الليله )
ولكن لا بأس سأجلس على الاكياس واكتب عن هذه الأجواء فأخرجت هاتفي النقال وكتبت :
قبيل ساعات الغروب عبرنا الطريق المؤديه الى المعصره في اطراف القريه المجاوره انظر الى الجرارات والسيارات المحمله بأكياس الزيتون والعبوات الفارغه وقد ربطت بالخيطان
هاهو احدهم يضطجع على الاكياس وقد ظهرت عليه اثار التعب حتى كاد ان ينام
دخلنا المعصره ولازالت الجرارات والسيارات تتوافد عليها
هاهم ينزلون احمالهم وينتظرون ادوارهم في جو من صخب الماكنات ورائحه الزيت وبقايا الزيتون المعصور
وصاحب المعصره يسير بين الزبائن ويراقب العمال ويحاول بعضهم ان يراوغ حتى يأخذ دورا قبل غيره
ولكن الرجل يأبى لكيلا يضع في نفسه في اشكاليه مع الزبائن قائلا : كل واحد ينتظر دوره ما في حدا احسن من حدا ما توجعوا راسي !!
اسمعوا كيف يرفعون اصواتهم في تحاورهم في هذه الاجواء الصاخبه
وحينما يجلس احدهم ويضع العبوه الفارغه تحت الحنفيه وكأنها تعبر عن النتيجه النهائيه
وعصاره جهد ايام من التعب في القطف والتقليم والتنزيل والتحميل
ولسان حاله يقول وكأنه يخاطب الحنفيه (لا تتوقفي عن انزال الزيت الى العبوات ويفرح كلما امتلأت احداها وابدلها بأخرى فارغه
وعلى الطاوله التي وضعت جانبا بضع صحون من الزيت وبضع ارغفه من خبز الطابون وابريقا من الشاي واخر من القهوه
يغمسون الزيت الجديد ويحتسون الشاي والقهوه وينفثون سجائرهم فيختلط دخانها بالأضواء في سقف المعصره
ورويدا رويدا بدأ يقترب دورنا وانا انتظر بفارغ الصبر واجلس بهدوء
لا احب الازعاج والمزاحمه
احب ان انظر الى الصوره من بعيد واستشعرها اينما اكون ترى هل هذه من صفات الكاتب ؟؟
من خواطري