من عادتي بعد ان اصلى الفجر بفضل الله في جماعه واقرأ ما تيسر من كتاب الله
ان اذهب الى مخبز الطابون في القريه المجاوره اقتني بعض ارغفه الخبز والمناقيش على الحطب من الزعتر والجبن واشياء اخرى لفطور العائله
وحين وصلت الى المخبز طلبت من الشباب تحضير ما طلبت
جعلت امعن النظر الى اللهب داخل الافران والشباب يلقون بالاخشاب داخلها لتشتد حرارتها ويرتفع اللهب فيها
وتأملت اللهب وهو يتمايل ويتراقص
والاحجار محمره وعليها ارغفه يقلبونها ثم يسحبونها بمهاره فتذكرت قول الله تعالى ( ياايها اللذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجاره )
وافقت من تاملي على صوت الشاب يقول لي ( طلبيتك جاهزه عمي )
وفي طريق العوده الى القريه عرجت بسيارتي قليلا على منتزه الفشاره ودخلت الطريق الجبليه المؤديه الى (مغاره المتهومه) ثم نزلت من السياره ودخلت بين الاشجار ونسمات بارده تنساب بين الاشجار ونظرت الى المغاره وقد علت الاشواك مدخلها والصخور المحاذيه لها ومن الصعب الوصول اليها
ولا زالت قصه الفتاه المتهومه تتردد عبر الاجيال في القريه ان اخاها قد قتلها انتقاما لشرف العائله ولطخ يديه بدمها ورسم كفا من دم على باب المغاره !
ويعم الصمت المكان وكأني اسمع صراخها تستنجد اخاها وصدى صوتها يتردد من الجبال المحاذيه
وسواء كانت هذه القصه حقيقيه ام نسجا من الخيال
تذكرت ايات المحكمه الالهيه اللتي لا يظلم فيها احد مثقال ذره من خير او شر
قال تعالى (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه يقولون مال هذا الكتاب لا يغادر صغيره ولا كبيره الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا )
في هذا اليوم العظيم تخرس الالسن وتتكلم الجوارح وتشهد على صاحبها
وينطقها الله اللذي انطق كل شيئ
و يعم الصمت فلا تسمع الا همسا فترى شريط حياتك امامك وتقرا كتابك
وكفى بنفسك عليك حسيبا
هنالك لا محامين ولا وثائق ولا تلفيق ولا تزوير للحقائق
ولا تحايل ولا مراوغه ولا نفاق ولا مداهنه
حتى حسنه صغيره كنت قد عملتها ونسيتها يظهرها الله ويجزيك بها وقد تكون بها نجاتك
فلا نزكي انفسنا ولكن نعود الى الله ونصلح ما افسدنا فكل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون
فأين تذهبون
وافقت من تأملاتي عل لسعات برد خفيفه وعدت قافلا الى القريه
اللهم اعنا على اصلاح انفسنا وابدنا عن الكبائر والفواحش بعد المشرق عن المغرب انك ولي ذالك والقادر عليه
من خواطري