شعر وشعراء
الحبُّ يأتي مرّةً – للشاعر حسين جبارة
الحبُّ يأتي مرَّةً
قد جاءني
من مطلعِ الأزمانِ توقيعًا لعهْدِ
قد جاءني فردًا فجمعًا
غامرًا شرقًا فغربًا
في وفاءٍ من أبِي من بعدِ جدّي
الحبُّ توثيقٌ لحسٍّ
لانتماءٍ دافئٍ يأتي فخارًا وافتخارًا
طابَ تتويجًا لعَقْدِ
وهو اختياري واختيارُ عمومتي وخؤولتي
دِبْقُ التحامٍ في الحمى
في البطنِ أو في الفخذِ قبلَ الشعبِ
يهفو الشعبُ مزهوًّا بحشدِ
وهو الكرامةُ وانطلاقُ شرارةٍ
آتيهِ سيْفًا مرهفًا
يأتي بشوقٍ يحتويني في نداءاتٍ بغِمدِ
قحطانَ أهوى، حِمْيَرًا وقضاعةً
وقبائلًا تبني الممالكَ والقلاعَ
بِأوجِ عمرانٍ وسدِّ
عدنانُ قادَ تجارةً أرسى قواعدَ أمّةٍ
بعثَ العقيدةَ والهُدى
للكونِ للإنسانِ من صحراءِ نجدِ
البحرَ كنّا والملاحةَ والكتابةَ أبجديّاتٍ زهتْ
كنا الهلالَ
عمارةً شدنا لإعلاءٍ فترسيخٍ ومجدِ
نحنُ التقينا والحبيبَ بعهدةٍ
عقدتْ قرانَ جماعةٍ هامتْ بسحرِ رسالةٍ
بالربِّ تؤمنُ ترتضي خيرا بعَمْدِ
نشدتْ خلودًا لن يُبدِّلَ أسْرةً
والقومُ مأوًى يجتبي
قد جاءَ عشقًا للقبائلِ كلِّها
باتَ المعانقَ هاديًا وصراطَ رُشْدِ
هذا الفضاءُ الرحبُ مسكنُ جلدتي
عاشَ الطفولةَ والسموَّ وسؤددًا
سيظلُّ فرشًا أعتلي وحريرَ هِنْدِ
الحبُّ شمسٌ لا يشيخً وينتهي
وهو المولّدُ طاقةً
متدفّقًا مُتَجدّدًا
مُتَصابيًا بمشاعرٍ لأميرةٍ
وأميرها طلبَ الهوى مُتوثّبًا
متألقًا بنزالهِ مفتولَ زندِ
حبي لبيتي لا يموتُ بنكبةٍ وبنكسةٍ
يحيا انتفاضةَ ماردٍ
في الصخرِ يُنبتُ زهرةً
للغورِ يرسلُ ديمةً
يُروي الحبيبةَ بالشذا وبماءِ وجهٍ طاهرٍ
يُروي الشّغافَ بقهوةٍ وبماءِ وردِ
حسين جبارة نيسان 2021