ثقافه وفكر حر

ابو لهب – بقلم محمد منصور

– كان أبو لهب شديد الجمال ووجهه كان شديد البريق والوسامة حتى أطلقوا عليه في الجاهلية هذا الاسم وكانت كنيته [ أبو لهب ] مع أن اسمه كان ( عبد العزى )
– كان شديد الحمرة وكان جميل الوجه وإذا غضب صار وجهه من شدة احمراره مثل اللهب ، إذاً فَلِمَ ذكره القرآن الكريم بكنيته ؟؟؟ أبي لهب ولم يذكره باسمه ؟؟؟
١ – أولاً : لأن القرآن الكريم ما كان ليذكر اسم عبد لغير الله وكان اسمه عبد العزى
٢ – ثانياً : لإنه اشتهر بكنيته بين الناس أكثر مما أشتهر بأسمه
٣ – ثالثاً : وهو أكثر ما أعجبنى من تفسير الإمام القرطبي : (( أن الكنية أقل شرفاً من الاسم ))
لذلك خاطب الله الأنبياء بأسمائهم مجردة إمعاناً فى تشريفهم وذكر أبا لهب بكنيته لأنها أقل شرفاً

– سبحان الله هذا الرجل كان غاية فى الجمال والوسامة وأشتهر بهما بين قومه فلم يغنيا عنه من الله شيئاً

– كان لأبي لهب ثلاثة أبناء :
[ عُتبة ، ومتعب ، وعُتـيبة ] ١ – أسلم الأول ( عتبة ) يوم فتح مكة . ٢ – وأما ( عُــتيبة ) فلم يُسلم ، وكانت ( أم كلثوم ) بنت الرسول صل الله عليه وسلم عنده ، وأختها ( رقية ) عند أخيه ( عُـتبه ) فلما نزلت سورة ( المسد ) فى حق ( أبي لهب ) قال أبوهما : (( رأسي من رأسكما حرام ))
أي : لا أراكما ولا أكلمكما إن لم تطلقا ابنَتَي محمد – صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم – فطلقاهما
– ولما أراد الشقي ( عُـتَيبَة ) الخروج إلى الشام مع أبيه قال : (( لآتينَّ محمداً فلأوذيَنَّه فى نفسه ودينه )) .
فأتاه فقال : (( يا محمد إنى كافر بالنجم إذا هوى ؛ وبالذي دنا فتدلى ثم بصق أمامه وطلق ابنته ( أم كلثوم ) . – فدعا عليه رسول الله صل الله عليه وسلم قال : (( اللهم سلط عليه كلباً من كلابك )) .
– فافترسه أسد .
– وهلك أبو لهب بعد وقعة بدر بسبع ليال بمرضٍ مُعدٍ يسمى : ( العدسة ) وبقي ثلاثةَ أيام لا يقربه أحد حتى أنتن
– فلما خافَ قَومُهُ العَارَ حفروا له حفرة ودفعوه إليها بأخشاب طويله غليظة حتى وقع فيها ثم قذفوا عليه الحجارة حتى واروه فيها ولم يحمله أحد خشية العَدوَى فَهَلَك كما أخبر عنه القرآن الكريم ومات شر ميتة .

– أما زوجته ( أم جميل ) وهى عوراء وَالأَولَى أن تُسَمَّى ( أم قبيح ) فقد ذكرت فى سورة المسد بـ ( حمالة الحطب ) لأنها كانت تحمل حزمة من الشوك والحسك فتنثرها بالليل فى طريق النبي صلى الله عليه وسلم لإيذائه فقد كانت خبيثة مثل زوجها .

– وكانت تمشي بالنميمة بين الناس وتوقد نار البغضاء بينهم والعداوه وَيُحكَى أنها كانت لها قلادة فاخرة من جوهر .
فقالت : واللات والعزى لأنفقها فى عداوة محمد ؛ فأعقبها الله حبلاً في عنقها من مسد جهنم- ️

ومن عجائب القصص والأخبار أن امرأة ( أبي لهب ) لما سمعت ما أنزل الله فى حق زوجها وفيها أتت رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلم وهو فى المسجد الحرام ومعه أبوبكر الصديق ، وفى يدها فِهرٌ – أي : قطعة حادة من الحجر تشبه السكين ؛ فلما دنت من الرسول أعمَى الله بَصَرَهَا عنه فلم ترَ إلَّا أبا بكر فقالت :
يا أبا بكر بلغني أن صاحبك يهجوني أنا وزوجي ، فوالله لئن وجدته لأضرِبَنَّ بهذا الحجر وجهه ،
ثم أنشدت : مُذمماً عصينا ، وأمره أبينا ، ودينه قلينا .
أي : أبغضنا ، ثم أنصرفت .
فقال أبوبكر : يا رسول الله أما تراها رأتك ؟
قال : ما رأتني ، لقد أعمى الله بصرها عني
– مصادرالموضوع :
تاريخ الطبري ،، للطبري
تفسير القرطبي ،، للقرطبي
– سير أعلام النبلاء ،، الذهبي
– السيرة النبوية ،، ابن هشام

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق