ثقافه وفكر حر
(الجُهود المهدورة) الطيب أبوسن.
الجُهْد المهدور من آيات الله البيِّنات في كوننا المعمور، بالحِكَم وعظايم الأمور ، فإحاطته بالتدبر والتفكر عبادة ، ودعوة تصحب رفيقها إلى مراتع اليقين المفعم بعمق حكمة رب العالمين ؛ الجَهْدُ في نيل المطالب يهون أمام جُهْدِ قاصدٍ ميمون ، فلا يأس مع إيمانٍِ بطيب المقر، مهما طال السفر ، فالله جلَّ شأنه في عُلاه، قد ضرب الأمثال للامتثال، فواصل الارتحال أيها المفكر المتدبر نحو غاياتك، واجعل العثرات، على السبيل للوصول للمأمول مؤشرات، فمعظم بذور الأشجار الرامية إلى حفظ النوع يأكلها الطير ، بيد أن الأمر لم يقُدْ الأشجار خلال الجَهْدِ إلى انقطاع الجُهْدِ ، والأسدُ لا تتعدى نجاحاته في الظفر بطعامه ربع ما يبذل من محاولات فاشلة ، ومياه الغيث التي تمنحك قِوام الحياة يا ابن آدم يذهب معظمها إلى صفحات البحار والمحيطات، فهل قاد الأمرُ السماء إلى الإمساك خشية التبذير؟ .
وختام القول أمام ظاهرة المهدور التي أشرت إليها بقليل من الأمثلة التي نعايشها… أجل، ختام القول يرمي إلى نسيان اليأس والاستسلام ما دامت في الكنانة بقية من سهام .
الطيب أبوسن.