مكتبة الأدب العربي و العالمي
صديقة الجن / الأجزاء الأول والثاني والثالث والرابعوالخامس
تقول حينما كنت أبلغ من العمر سبعة عشر عاما كنت حينها أسكن بحي شعبي من أحياء المدينة القديمة من صغري شهد الجميع لي بالطاعة والسكينة لم أكسر لهم كلمة واحدة طوال حياتي وذلك لأنهم أحسنوا تربيتي وكانوا طيبين القلب معي ومع الجميع.
لقد كان كل اهتمامي حينها منصب على حبي للقرآن الكتاب كتاب الله كما أنني كان لدي يقين بأن أعمل بكل حرف جاء فيه كانت حياتي تنعم بالهدوء والسلام لأبعد الحدود ولكنها اتخذت مجرى آخر عكس المتوقع تماما فقد ساءت حياتي
بداية الفاجعة بحياتي
#صديقة_الجن_الجزء_الثاني
…… كنت قد أخبرت نفسي أنني بالتأكيد يهيأ لي ما أسمع وأرى نهضت من على السرير وسرت حتى وصلت للدولاب لأتأكد مما أراه وأسمعه ولكن بالفعل وجدته شارع يكتظ بالناس وكان هناك هواء ساخنا يخرج من الدولاب مفعما برائحة الشمس التي لا تدخل حجرتي إلا إن فتحت النافذة
في الصباح الباكر اشتممت الروائح والتي لا تدل إلا على وجودي في سوق فعلي أيقنت حينها أنني لم أكن أتهيأ ولا أحلم وأنني في واقع حقيقي لا أعلم من أين جاء أمامي وامتثل بهذه الطريقة وهذه الكيفية
وجدت نفسي وقد اقتربت من الدولاب لأنظر ما بداخله وأزداد تركيزا في كل الناس بالسوق لم يعر انتباهي كليا إلا سيدة وما شدني إتجاهها أنني وجدتها تنظر إلي دونا عن الباقيين وجدت نفسي أنظر إليها بتمعن أيضا ووجدت نفسي أنسحب من لساني وأسألها: هل تنظرين إلي وتريني أمامكِ؟
فوجدتها تقترب بخطواتها إتجاهي و يا ليتني لم أسألها إذ كانت تقترب مني أكثر فأكثر وكلما اقتربت مني كلما تغيرت ملامحها للأسوأ في البداية من بعيد كانت ملامحها عادية للغاية مثلها مثل أي سيدة من عامة الناس ولكنها كلما كانت تقترب مني وكأنها ستجتاز الدولاب وتكون معي بالحجرة كلما اسود وجهها وتفحم
كانت ملامحها المخيفة والتي تزداد سوءا باقترابها تجعلني كلما تقدمت تجاهي خطوة أتراجع عن الدولاب خطوة خشية اقترابها مني ولكني فجأة وجدتها في وجهي تراجعت دفعة واحدة بظهري ولكني لم أستطع الهروب منها نهائيا
إذ أنني سقطت على السرير من خلفي ومع سقوطي على السرير بات جسدي بالكامل مفرودا عليه وقد سابت عظام جسدي وفقدت السيطرة عليه كاملا
باتت المرأة واقفة أمامي بشكلها البشع وصوتها والذي كان مثله مثل الكلاب المسعورة التي انطلقت خلف سارق كانت تزوم بأصوات مخيفة ومفزعة اقتلعت قلبي من مكانه مكثت أسمع صوتها المفزع حتى ألهمني خالقي أن أقرأ قرآنا للتخلص منها وما إن شرعت في قراءة آيات من الذكر الحكيم
وجدتها قفزت فجأة بسرعة فائقة ومكثت على صدري بكل ثقلها المميت ورائحتها النتنة وجدت لساني يثقل عن تكملة الآية وشعرت بسخونة تنبعث في الحجرة بأكملها وكلها لحظات وعاينت بأم عيني سبب الحرارة التي انبعث في حجرة نومي
فقد اشتعلت النيران في الحجرة بأكملها ما إن صعدت هذه السيدة الغريبة وباتت فوق صدري ولم يحجب بصري الشاخص في النيران من حولي إلا وجه السيدة القبيح والذي بات في وجهي يكاد أن يكون وقد التصق به
صرخت السيدة في وجهي وما كان مني إلا أنني صرخت مثلها ماذا أفعل وأنا أواجه كل هذه الصعاب المريرة وبمفردي؟
لماذا تصرخين هكذا هل أصابكِ الجنون أم ماذا حل بكِ أنظري جيدا لحالكِ وتأملي إلى أين وصلت أتصرخين كل هذه الصرخات وأنتِ نائمة؟
لقد كان سؤالا موجها من زوجي بالفعل لقد كنت نائمة نهضت من مكاني على السرير وأخذت ألتفت يمينا ويسارا وأنظر للحجرة من حولي ولاسيما للدولاب وقد وجدته مغلقا والحجرة بأكملها لم يكن بها إلا زوجي ونفسي،
وجدته يصرخ في وجهي يبتغي طعام الغداء أسرعت للمطبخ لأجهز له الطعام بأسرع ما لدي خشية من رد فعل لا أبتغيه على الإطلاق وخاصة كوني لا أزال حينها أرتعد خوفا مما رأيته وجدته يدخل خلفي المطبخ ويسألني عن سبب صراخي بهذا الشكل المقلق أثناء نومي
فسردت له كل ما حدث، ولكن الغريب في الأمر أنني وجدته يتعامل مع ما أسرده له بشكل أقل من الطبيعي وكأن الأمر بأكمله لا يشكل له أي فارق وجدته يرجع كل ما رأته إلى كونه مجرد كوابيس ليس إلا طريقة حديثه كانت تتسم بالجمود والبرود المتناهي ولكني لم أقتنع بكلماته مطلقا كنت حينها موقنة أنه ليس كابوس وحسب وأنه أمر لا يبشر بخير على الإطلاق، وإنما نذير شر وربما كان بمثابة الدق على ناقوس الخطر للإعلام عما هو آت
#صديقة_الجن_الجزء_الثالث
تقول كنت أطمئن نفسي بأنه من الممكن أن يكون مجرد كابوس مزعج ومخيف ولاسيما أنني غير متعودة على النوم بالنهار نهائيا، وهذه أول مرة أنام نهارا وفي مكان جديد أيضا لم أتعود عليه بعد ولكن يعود إلي من جديد شعوري بأن هناك شيئا منذرا بشر آتي لا محالة
جهزت طعام الغداء وتناولناه سويا، وبعدها بدقائق عاد زوجي لعمله ومكثت وحيدة مجددا بالمنزل من أولها وقبل أن تراودني أفكار مخيفة وتعاد أحداث ما رأته أمام عيني سارعت للكاسيت وجعلت بداخله شريطا عليه قرآن كريم
شعرت براحة شديدة مع آيات الله التي تتلى ولكن بعد دقائق معدودة الشريط سف ولم أفهم كلمة واحدة تخرج منه أسرعت وأطفأت الكاسيت قبل أن أخسر الشريط بالكامل،
ووضعت غيره والجديد حدث معه مثلما حدث مع السابق، كررت المحاولة للمرة الثالثة ومثلما حدث في السابق حدث مع الثالث يئست من تكرار المحاولات فخرجت من الغرفة واتجهت للصالة وأمسكت بمصحفي وجلست أقرأ القرآن الكريم بصوتي وقد اعتلت جسدي بالكامل طمأنينة عارمة،
وحمدا لله أنه لم يحدث معي أي شيء حينها
ومرت بضعة أيام قلائل واكتشفت أنني حامل أخبرت زوجي بالخبر وقد بات من شدة سعادته محلقا في السماء وقد أخبر والدتي ووالدته ودعاهما بمنزلنا احتفالا بالخبر السعيد
وجاء الأهل والأحباب ولأول مرة في كل حياتي أرى خالتي أم زوجي بهذه الحالة لقد قرأت في عينيها الشر إتجاهي وإتجاه ما ببطني من ابنها لقد كانت غير سعيدة كليا بخبر حملي من ابنها وكأنها لا تطيقني في حياة ابنها ولديها إصرار على فعل أي شيء مهما بلغ عظم مقداره لتتخلص مني وتمحيني من حياة ابنها.
تحاملت على نفسي وعلى الرغم من كل ما رأته منها من أشر معاملة على الإطلاق إلا إنني تجاوزت كل شيء إرضاء لخالقي وإرضاء لزوجي وفي النهاية هي خالتي ولكن ترسخ بداخل نفسي الخوف الشديد منها وترسخ لا إراديا تجنبها على قدر المستطاع خشية بطشها وبأسها الشديد علي
مرت الأيام بطريقة عادية للغاية حتى جاء اليوم الذي أعلمني فيه زوجي بأننا سنذهب لزيارة والدته وبالفعل ذهبت معه لزيارة والدته على الرغم من أنني كنت لا أريد في قرارة نفسي الذهاب معه ولكني خشيت من ردة فعله إن علم ما في نفسي وما إن وصلنا عندها شعرت وكأنها ترمقني بين الحين والآخر بنظرات كلها شر وغضب وكأنها تتوعد لي
حاولت ألا أنظر إليها قدر المستطاع لأمرر اليوم بسلام ووئام وبعد قليل وجدتها تدخل مطبخها وخرجت منه وبيديها كوبين من الحليب أعطت كوب لابنها والآخر كان من نصيبي
شرب ابنها كوبه في أقل من لمح البصر ولكني وضعته أمامي ولم أرتشف منه ولا حتى رشفة واحدة في الحقيقة خشيت أن تكون قد وضعت بداخله سم للتخلص مني نهائيا
لاحظت أنها من حين لآخر تطالعني وكأنها تريد أن تجبرني على شرب الحليب وبالفعل لم تتمالك نفسها عن سؤاي
قالت خالتي: لماذا لم تشربي حليبك؟
أجبتها: إنني لا أشرب الحليب مطلقا اجعلي ابنك يشربه
قالت بقرف متناهي: لا إن ابني لن يشربه أعطني الكوب
وبالفعل أخذته بعصبية من يدي وألقت به على الأرض كانت تتفوه بكلمات تدينني بها ولكني لم أفهم كلمة واحدة منها بسبب المسافة التي كانت بيني وبينها وبسبب شدة الحزن والضيق الذي شعرت بها
#صديقة_الجن_الجزء_الرابع
تقول طلبت من زوجي الرحيل في الحال فوافق على طلبي ولكنه كان مضجرا مني بسبب ما فعلته مع والدته على حد قوله وحدثت بيننا مشادة في الحوار كانت خلالها والدته تشجعه على ضربي وتربيتي من جديد،
لم أكن حينها قد أخطأت في حقه ولا حقها ماذا إذا لم أرد أن أشرب الحليب خشية شيء ما في ماذا أخطأت إن رفضت ذلك بكل أدب وذوق؟
وكانت نتيجة المشادة التي حدثت أمام والدة زوجي أنه رضاها بكل تأكيد بأن توعد لي بألا يخرجني من المنزل نهائيا وأنه سيقيد كامل حريتي علاوة على كونه قد سبني أمامها وأبرحني ضربا لتكون راضية عنه ويفرح قلبها ويشفي غليلها تجاهي
سالت الدموع من عيني ولكن قلبي كان ينزف دم أضعاف قطرات الدمع التي كانت تنزل من عيناي عدنا للمنزل وطوال الطريق لم يتحدث معي ولا كلمة واحدة حتى أنه لم يبت معي بحجرة النوم وآثر نومه في الصالة كعادته والتي كيفت نفسي عليها من الأساس.
أردت أن أكسر حالة الجمود التي بدأت من الأيام الأولى من زواجنا استيقظ زوجي مبكرا على غير عادته شعرت به أثناء صلاتي للفجر فقمت وجهزت له طعام الإفطار وحاولت أن أصالحه واجتهدت في ذلك ولكنه أبى أن ينطق معي بحرف واحد، اكتفى بتجاهلي
حزنت كثيرا على نفسي وعلى حالي وما آل إليه دخلت غرفة نومي وشرعت في بكاء مرير ولم تكف دموعي عن النزول إلا عندما سمعت صوت الباب بعد خروج زوجي من المنزل.
حينها كفكفت دموعي وشرعت في الأعمال المنزلية لأخرج نفسي من الحالة السيئة التي كنت أشعر بها وبعدما انتهت من كل شيء شعرت بتعب وإرهاق شديدين فقررت أن أنال قسطا من الراحة قبل أن يعود زوجي من عمله
وعلى عكس عادتي أول ما وضعت جسدي على السرير غرقت في نوم عميق فمن عادتي ألا أخلد للنوم إلا بعد تفكير عميق وقضاء وقت طويل في حساب أدق التفاصيل على مدار يومي وربما على مدار حياتي بأسرها
وبينما كنت في نوم عميق استيقظت فزعة على صوت صرخات لامرأة والصوت يأتيني من الصالة سارعت للذهاب إليها لمعرفة ما بها وما الذي يحدث داخل منزلي على الرغم من يقيني حينها أنني لم أترك باب منزلي مفتوحا على الإطلاق لدخول شخص ما حتى وإن كانت سيدة
نهضت مسرعة وعندما خرجت للصالة وقفت مصدومة مما رأيت لم أجدها الصالة الموجودة بمنزلي لقد كانت نفس الصالة ولكن كل شيء بها مختلف من أثاث وألوان الدهان على كل حائط بها
كان كل شيء بها على الطراز القديم وبمنتصف الصالة كانت تقف سيدة لحظة إنها نفس السيدة التي رأيتها من قبل داخل الشارع والذي ظهر معي من الدولاب في هذه المرة لم تكن تنظر لي بل كانت منهمكة في الباجور كان يستعمل قديما لإشعال النيران للطهي وما شابه ذلك)
وفجأة خرجت النيران منه وأمسكت بملابس السيدة واشتعلت بسائر جسدها وأول ما النار أمسكت بها صارت تجري بكامل قوتها في الصالة وتصرخ مستنجدة بأي أحد لينقذها ويغيثها من النيران التي تلتهم جسدها بشراهة
كانت تصرخ السيدة من شدة ألمها وأنا أصرخ من شدة خوفي من هول ما أرى، حاولت جاهدة ومتماسكة أن أهرع للهروب منها داخل غرفة نومي ولكني فشلت في ذلك، إذ أن جسدي بالكامل كان متخدرا ولم أستطع تحريك ساكن به وحدث ما كنت أخشاه إذ أن السيدة والتي كانت تشتعل فيها النيران
اقتربت مني والنيران تملأ المكان بأسره وكل جزء بالصالة، هنا أيقنت أنها نهايتي الحتمية، ولكن فجأة خمدت النيران من حولي ووجدت السيدة في وجهي وقد بات جسدها بالكامل أسودا متفحما إثر النيران الضارمة وصرخت صرخة مخيفة في وجهي طويلة لأبعد الحدود وغير محتملة على الإطلاق.
ومع صرختها ووجها الأسود وعينيها والتي كانت سوداء سواد صرف وجدت نفسي أصرخ بشدة مثلها أيضا وع صرختي وجدت زوجي يهزني ويوقظني من النوم مثل المرة السابقة، نهضت مخضوضة
وعلى الفور شرعت في سرد ما حدث لي من أهوال، ولكني وجدته يصرخ في وجهي وقال لقد انتابكِ الجنون، لم أعد أحتمل العيش معكِ ولا النظر لوجهكِ القبيح، لقد كرهت الحياة بأكملها والسبب أنتِ، لقد كرهت طفلي قبل أن يأتي للحياة والسبب الوحيد لأنه منكِ أنتِ
لم أتعجب من كل حرف تفوه به زوجي حينها وكل ما كان يشغلني حينها كيف وصل زوجي لغرفة نومي مع إني قد أوصدت غلق الباب جيدا من الداخل ولا يمكن لأي امرأ أن يدخل إلا إن فتحت الباب له؟
#صديقة_الجن_الجزء_الخامس
…… تقول لم أتعجب من كل حرف تفوه به زوجي حينها وكل ما كان يشغلني حينها كيف وصل زوجي لغرفة نومي مع إني قد أوصدت غلق الباب جيدا من الداخل ولا يمكن لأي امرأ أن يدخل إلا إن فتحت الباب له؟
في الحقيقة لقد نال أمر دخول زوجي للمنزل دون أن أفتح له حيزا كبيرا من تفكيري فصرت على الدوام أفكر في ذلك وأحاول أن أجد له تفسيرا أما زوجي فمن حينها تغير أكثر من السابق فصار على الدوام عند والدته ونادرا ما يأتيني للمنزل وعندما يأتي لا يتناول الطعام مطلقا ولا يلمسني ولا يكلمني على الإطلاق، ودوما ينفر من شكلي وصل به الحال أنه بات يبيت عند والدته ويتركني في المنزل بمفردي ويأمن بذلك
أما عن والدته فكانت راضية كل الرضا عنه وكأنها لا تريد بيننا إلا الخراب أما عني فالليالي التي كنت أبيتها بمفردي في المنزل كنت أتجرع فيها الويل حرفيا لدرجة أنني كنت أطلب الموت ولا ألقاه كنت في كل ليلة أستيقظ على أصوات أناس يتحدثون مع بعضهم البعض في المنزل وأحيانا كثيرة على صرخات نفس السيدة،
وأول ما أفتح عيني أجدها أمامي بالغرفة أوقات كانت تكون بشكلها الطبيعي وأحيانا كثيرة كانت تكون متفحمة كنت أستيقظ أحيانا على أصوات مياه ملأت المنزل بأكمله وكأني سأغرق وعندما أتمالك نفسي وأبدأ في قراءة القرآن الكريم يختفي كل شيء وكأني لم أرى شيئا من كل ذلك.
الأغرب من كل ذلك كان عندما تأتي عيني على المرآة ولو صدفة دون قصد مني، فبدلا من أن أرى انعكاس صورتي كأي إنسان طبيعي في الحياة كنت أرى انعكاس صورة المرأة نفسها وهي تنظر إلي
بات الأمر موجعا لقلبي ويعتصره عصرا ولازالت كل هذه المواقف تتكرر معي حتى مع اقتراب موعد وضعي ومع اقتراب موعد الوضع بات زوجي لا يفارقني وقلل زيارته والدته وعلى الرغم من تواجده بالمنزل إلا إن ما كنت أراه بالمنزل وأتداركه من حولي لم يتوقف على الإطلاق، ولكني امتنعت كليا عن محادثته في مثل هذه الأمور
في يوم من الأيام دخل زوجي الغرفة وأيقظني من النوم لأعد له طعام الإفطار، نهضت من نومي ودخلت للمطبخ لأعد له الطعام ودخل الحمام ليأخذ دوشا قبل ذهابه للعمل وبينما كنت بالمطبخ منشغلة في إعداد الأكل وجدته أمام باب المطبخ ينظر إلي، فسألته بتلقائية شديدة محاولة فتح أي حوار معه: أخرجت من الحمام؟
ولكنه كان ينظر إلي دون أن ينطق بكلمة واحدة فكررت السؤال مجددا: أخرجت من الحمام اكتفى بالنظر إلي ولكني ما لاحظته عليه أنه كان ينظر إلي وكأنما سلب منه لب عقله كان حينها مثله مثل الشخص عندما يكون منغمسا في التفكير لدرجة أنه لا يجيب ولا يصدر أية ردة فعل لمن يتحدث إليه بجانبه.
كانت نظراته فارغة كليا نظرت إليه بتعجب وبداخل رأسي ألف سؤال وسؤال لا أجد لأي منهم أية إجابة وفجأة أدار نفسه واتجه للصالة لم ألقي له بالا وأكملت إعداد الطعام
وما إن انتهيت منه وضعته كاملا على صينية كبيرة وحملته واتجهت للصالة ولكني عندما خرجت من المطبخ سمعت صوت الدوش مفتوحا والمياه تخر منه تعجبت كثيرا وأكملت لأضع الطعام على المنضدة وأنظر لزوجي ولكني لم أجده فذهبت للحمام والذي كان مغلقا من الداخل وبصوت عالي سألت زوجي: ألم تنتهي بعد؟
فأجابني وقد صعقت حينها: لم أنتهي بعد ولكني أوشكت على الانتهاء، هل هناك شيء؟
لم أرد أن أسرد عليه ما تعرضت له للتو خشية من أسلوبه المعتاد معي، فأخبرته: لقد انتهيت من إعداد الطعام أسرع قبل أن يبرد
عدت للصالة الخوف قد بات داخلي ويأبى أن يفارقني عندما خرج من الحمام وجاء للصالة وجلس لتناول الطعام كنت أريد أن أضع حدا وجوابا للتساؤلات التي تجوب بخاطري فسألته: هل خرجت من الحمام بعدما أيقظتني؟
نظر إلي بتعجب وأجابني: لقد دخلت الحمام ولم أخرج منه إلا بعدما انتهيت، وها أنا وجدتكِ هنا قد أعددتِ الطعام ماذا هناك ألن تخبريني؟
يتبع …