منوعات

تقول احداهن توفيت والدتي وأنا أبلغ من العمر عشر سنوات .ولم تنجبني إلا أنا…فكنت وحيدة بمعنى الكلمة ..

لكن الوحدة الحقيقية التي ذقت طعمها ،كانت على يد زوجة أبي .التي كانت فيما مضى تغار من أمي ولا تحبها..

وجاءتها فرصة كي ترسم كل أفكارها المريضة في يومياتي البريئة …

حولتني خادمة لها ولأهلها…

وعندما أصبح لأبي ثلاث أبناء منها..

إزدادت الأشغال الشاقة اليومية..

.والتي لها أول وليس لها ٱخر..

حتى عندما أنتهي من الطبخ.تخفيه.وتحاول قدر المستطاع حرماني من حقي في الطعام..بأساليبها الملتوية..

بغلق البراد..وأحيانا غلق باب المطبخ ليلا..

فأصبحت أقتات من بقايا صحون إخوتي…

أمام ضعف أبي ..الذي يوجد غالبا خارج.البيت..

ولا نراه إلا في أوقات معينة.

أقول ضعف أبي.. .لأنه تخلى عن مسؤوليته نحوي.

ولم يسألني ولا مرة.هل أنا بخير أم لا.؟!

عندما بلغت صديقتي السادسة عشر من العمر…تزوجت بإبن الجيران الذي بيته ملتصق في بيتنا.

،وقد كانت من أترابي….في ذلك الزمن كان الزواج في سن مبكرة..هو المنتشر بكثرة…..

صنعت هذه الصديقة الحنونة .نوع من النافذة الصغيرة…

في جدار السطح العالي…..

كانت تضع لي فيها يوميا الطعام…

وعلى حين غفلة من زوجة أبي ..

كنت أتحجج بنشر الغسيل…

لأسد رمقي بتلك اللقمات الطيبات..ثم تأخذ هي الصحن..

وتعيد غلق النافذة بلبنة.حتى لا يلاحظ أحدهم أي شيء…

وبقيت على هذا الحال ….لمدة عشر سنوات..

كان هذا هو السر الذي يجمعني بصديقتي..

لكنني بلغت السادسة والعشرين..

وكل بنات القرية تزوجن إلا أنا…!!.

كان يجب أن أتحمل نظرات الشفقة والهمسات في لمات القرية..كان يجب أن أصبر..ليس لي حل ٱخر..

فتلك الشريرة كانت تعارض أي خطبة .لكي أبقى في خدمتها .طول العمر…

أحد سكان القرية هاجر منذ سنين طويلة إلى البقاع

المقدسة…كان يرغب في العيش بجوار قبر النبي صلى الله

عليه وسلم…

كان إنسان تقي ومحب لكل ما يقربه للمولى سبحانه وتعالى..

تزوج هناك بإحدى السيدات.وله منها ولدين في مثل سني..

هذا كل ما أعرف عنه…..إذ زار القرية..في كل هذه المدة

مرات نادرة…

لكن هذه المرة الأخيرة..كان يرغب في تزويج أحد أبنائه.

ببنت من قريتنا..

يرغب في ربط تواصل مع بلده.ويرغب في الطبخ التقليدي الذي تربى عليه…!!

أشار عليه الجيران بالتقدم لي.فأنا الوحيدة التي لم أتزوج بعد..!.

لتفتح أمامي ليلة قدر..وهبة ربانية .لامثيل لها..

أمام ذهول الجميع…وخاصة زوجة أبي!!

رزقت من أبنه..بعدة أبناء.!!

.بالنسبة لي:

هو الأب الذي كرمني به الله….وأم الزوج هي بالنسبة لي أمي التي حرمت منها…

وأصبحت بالنسبة لهما نعم البنت..

.وتفننت في طبخ كل أنواع الأطباق المحلية التي إشتاق إليها..والتي طلبها مني…

المرات النادرة التي زرت فيها البلد.

..الكل عاملني كالملكة…

لكنني كنت أذهب مباشرة الى تلك الصديقة الطيبة

محملة بأشكال وأنواع من الهدايا…

ردا للجميل الجبار الذي قدمته.لي…..مهما فعلت ومهما قدمت لها من عطايا لن أستوفي جميلها معي طول العمر……

إستضفتها عدة مرات عندي…

تلك الإستضافة التي يتمناها كل مؤمن.محب للخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق