عانيتُ ألفَ أسىً في فتحِ أبوابي
فقد تراكمَ بالأفكارِ مزرابي
غزارةٌ طمَرَت كهفاً ألوذُ به
فأنبتت شجراً عالي المدى رابِ
حتى أطَلَّت على الوديانِ فانتبهت
أنَّ الحياةَ ربىً رُحباً لإعجابي
وأنَّ فهمي لنفسي غايَتي .. فبِها
قواعدُ الكونِ قد شَكَّلتُ إِعرابي
كافحتُ جهلي لذا حَيَّدتُ عاطفتي
أشعلتُ عقلي وصار الفكرُ أخشابي
قد كنتُ أسعى أداوي الناس مزدهياً
بما لديَّ .. وحسنُ الظنِّ أثوابي
فما وجدتُ سوى صخرٍ أقارِعُهُ
وحائطٍ هرِمٍ عالٍ وبَوّابِ
وقفتُ حينئذٍ كالطفلِ مُنتكِساً
بلا أيادٍ وحيداً دونَ أصحابِ
تعَجّبَ الناسُ ممّا حلّ في سِمَتي
ومن هدوئي ومن صمتي وإطنابي
فأمطروني ظنوناً لا ارتواء بها
وأشعلوها حريقاً دربَ أعتابي
فلا اتّصَلنا ولا بانت مرابِعُنا
ولا اتفقنا .. على عذرٍ وأسبابِ
ولا طَرِبنا على ألحانِ أغنيةٍ
شدى بها الكونُ في فَيضٍ وإسهاب
هنا توقّفتُ .. كي أمضي إلى جهةٍ
أفنيتُ نَفسي بها .. حتى غدَت ما بي
وليسَ محورُ هذا الكونِ مسألتي
لكنّني تَعِبٌ من شرعةِ الغابِ
لذا أنا اليومَ توّاقٌ فمُرتَحِلٌ
بصيرَتي ألهَمَتني تركَ سردابي
أزحتُ عيني فقد كانت مُعَلّقَةً
بما يُعَوِّقُ من وَهمٍ وألقابِ
غسلتُها بِنَدى الألوانِ قاطِبَةً
ملأتُها رَشَداً أطرافَ أهدابي
هذي الحياةُ رحيبٌ أُفقُها فمتى
تكَامَلَ النضجُ .. أقصى اليأسَ عن بابي
# بقلمي
# رياض الصالح