مقالات

الصمت والرحيل

بقلم : نضال علي الحسين

عندما لا تجد ذاتك
حاول أن تكتشف نفسك وتقرب منها وإفهمها وأعدها للرحيل عن أي شيء تشعر أنك لاتنتمي إليه ولاينتمي لك…
وازجر فؤادك عن وداد زائف ولا تتبع من أتاك ليتعبك….

كتب

ردحآ كبيرآ من العمر مضى وأنا لا ألوم ولا أعاتب …(صامتآ)…

قد يبدو الأمر فيه شيء من المبالغة
كلا..بل هي الحقيقة بعينها……

مااصعبها
أن تجد من كنت تظنه أقرب الناس إليك يفتح ابواب المحبة والتسامح للناس ويستثنيك من أبوابه ….
هذا النوع ….وان إدعى حبه لك … إلا أنه يزيف حقيقة الحب بالكلام وإن استثنائك من أبواب محبته وتسامحه هو أكبر دليل ..

يشهر بك ويطلع الآخرين على زلاتك بدلا من أن يسترها
دليل آخر على نفاقه….وخداعه لك.
ينظر إليك بعين قضاء الحاجة لا بعين المحبة وكم هو الفارق كبير مابين النظر بعين الحاجة والنظر بعين المحبة.
وان نظرت إليه بعين المحبة يبعد عنك نظره…يهرب منك…

بدلا من أن يراك ملجأَه وحصنه الوحيد ، يراك مغتصبآ لجسده….ا
أما قلبه فلا يمكنك السيطره عليه لأنه ليس لك ولا معك…
يراك مصدر ضعفه..
يكسر قوانين الاحترام التي هي الإطار العام لأي علاقة …
تراه لك ولكنه ليس معك …

لا حيلة إلا الصمت ….
كثيرة هي الأوقات آلتي تلجأ فيها للصمت والسبب
فقدان الحيلة
تصمت
ورغم صمتك…وبسبب صمتك
تهرب للكتابة ….
تكتب
على أمل
لعله يقرأ ماتكتب….
لشعورك أنه عندما تكتب وهو يقرأ يكون بينكما لقاء رغم الجفاء ….

الجفاء
ليس بالضرورة هو البعد أو عدم الحديث… الجفاء الحقيقي هي اللحظات التي تعيشها مع شخص..تعلم أنه ليس لك ولا معك …

تصاب بالصمت بل عاهة الصمت….
لدرجة أن صمتك يكاد يشبه الرحيل عن الوجود….
( في وجود خارج الوجود)

صمتك يجعله يشعر بأنك لا تعلم ولا تشعر ولا تحس.
ومع هذا فالصمت يجعلك غامض وبارد…
ويظنك لا تعي ولا تدرك

لكن بداخلك ألف غصة

بين حين وآخر تتلألأ الدمعة في عينيك وتبقى دمعتك عصية …تختفي ملامحها بهدوء كي لا يبدو ضعفك…
ولكن لو هناك من يشعر بوجودك وتمعن النظر لشاهد الحزن يتنزه بين تقاسيم وجهك وأكثر ما يظهر في منطقة العيون ..

نصيحة
تأمل الحياة جيدا، ستتجلى لك حقائقها، ستجد نفسك والإنسان بشكل عام .. على سفر دائم فيها …..
ما بين ذهاب وذهاب… ولا إشراق لشمس في مكان لايجد المرء فيه ذاته ولا تقدر قيمته وسط أجواء يعتريها الغموض والضباب والخيبة، ولا أمل صادِق يلوح….
وقتها ستدرك أنك تبحث عن سراب،
العاقل ياسيدي
هو من يعي مايدور حوله وماهي مكانته مع من يعيش معه..
عليه أن يكون مهيىء روحه للرحيل ويهيىء لها أفضل زاد….الصبر والرحيل للمحافظة على ماتبقى من كرامة .

أحيانآ
تكتب…عن إيجابيات الحياة.
وأن أجمل ما في المساء هو الأمل وتكتب بلا قناعة أن الحياة قابلة للتغير للأفضل
وأن الأحلام قابلة للتحقيق…
وأن الأحزان قابلة للنسيان…….هكذا يكتب في الروايات ويقال في الأفلام…
لكن يبقى كل ما يكتب مجرد كلام بكلام يصطدم في واقع الفقراء والناس البسطاء..
تابع صمتك وهيء زوادتك للرحيل..فالسفر والهروب رفيق الطيبين…والبسطاء والتعساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق