منوعات

الى المنكسرة قلوبهم .. تقول الأسطورة:

مصطفى ابو ستيت

إن العقرب جلس طويلا على ضفة النهر،
ينتظر من يقله إلى الضفة الأخرى،
وقد طال انتظاره دون جدوى،
إذ رفض الجميع نقله لأنهم كانوا يعرفون أنه يلسع،
وعندما مر الضفدع من أمامه،
قال في نفسه: لا ضير أن أحاول مع هذا الضفدع،
فقال له على الفور: أيها الضفدع الطيب،
هلا تحملني على ظهرك حتى أبلغ الضفة الأخرى،
فقال له الضفدع: أمجنون أنا حتى أحملك على ظهري فتلسعني؟!
فقال له العقرب: كيف ألسعك وأنا على ظهرك في وسط النهر،
فإن مت أنت غرقت أنا!
اقتنع الضفدع بكلام العقرب، ودنا منه ليحمله على ظهره،
ولما صارا في منتصف النهر، غرز العقرب إبرته في جسد
الضفدع،
و سرى سمه فيه!
فقال له الضفدع وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة؛
لم قتلتني وأنت تعلم أنك ستموت معي؟
فقال له: الغدر طبعي، والطبع غالب!

عليك أن تعرف أن الغادر حين يغدر،
فإنه يفعل هذا لأن هذا طبع فيه،
فأسوأ ما يحاول الغادرون فعله،
هو إقناع المغدورين أنهم السبب،
وأن غدرهم لم يكن إلا ردة فعل،
بينما في الحقيقة أنه لا شيء يبرر الغدر،
حتى الجرح لا يبرره،
إن النبيل إذا جرح، ولملم جرحه ومضى،
إذ أنه يرى أنه لو خسر شخصا،
فهذا ليس مبررا أن يخسر احترامه لنفسه!

إن الحوادث لا تغير في الطباع،
وإنما تكشفها فقط!
إنها تسقط الأقنعة، فتظهر الوجوه الحقيقية،
لن يأتي إليك أحد معرفا عن نفسه قائلا:
مرحبا، أنا حقير وغادر!
ستأمن أولا، وتكشف عن مكامن الضعف فيك،
ثم ستتلقى الضربة!
فإياك أن تلوم نفسك، وتبحث عن السبب فيك،
أنت إنسان طبيعي جدا وإن غُدرت
أمنت لأن الذي يحب يأمن
ووثقت لأن العلاقات بلا ثقة جحيم،

وكشفت عن مكامن الضعف فيك
لأن المحب يخلع عنه كل دفاعاته!
ليس عليك أن تشعر بالعار لأنك الضحية،
العار هو للجلاد فقط!
والطيبة وإن كانت نتائجها وخيمة، فليست خطا!
الخطا هو خطا القساة فقط!
وليس عليك أن تشعر بالخزي لأنك فتحت الباب،
الخزي هو للذي طرق الباب بنية العبث !

.مساء الفل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق