مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية_الولد_الفقير #من_الفولكولور_اليمني #الجزء_الرابع

يكمل بائع الياقوت حكايته والولد الفقير يستمع اليه متعجبا مما سمعه قال:في أحد الأيام كنا نجلس في المقهى قلت لأحدهم أن يدفع ثمن القهوة تغيرت وجوههم وبدؤوا بالضحك والاستهزاء مني
في الغد لم أرى أحد منهم رجعت إلى بيتي فقالت لي زوجتي
سمعت لم يبقى لك لا دراهم ولا شيء إما أن تلقى الحل لأن مصروفي غالي أو أرجع إلى أهلي
لم أرد عليها كان مازال عندي بعض ملابس متوفرة عندي في الغد ذهبت إلى السوق بعتهم لكي أتى ما أكله عندما عدت إلى البيت وجدت زوجتي جمعت أمتعتها وذهبت عند عائلتها
من ذالك اليوم لم أراها لا هي ولا عائلتها فكانوا  من قبل كل مرة في بيتي
انتهى كل شيء مرت ثلاث ايام لم اذق الطعام ففكرت اني اذهب الى أصدقائي لي كنت اطعمهم واشتري لهم اللباس وكل شيء ذهبت إلى صديق الأول وقال لي الله يسهل عليك
والثاني قال لي ليس عنده شيء والثالث قال لي الله ينوب
قلت له انت الان مرتدي لباس والخاتم والحلقة لي اشتريته لك وفي الاخير تقل لي الله يسهل لك  وكأني أسعى عليك
فقال لي لا تغضبني هذا الصباح اذهب من حيت أتيت ولا تعود عندي مرة أخرى
عدت من حيت أتيت فلا أحد أعطاني او فكر في او جاء عندي فقررت أن أهجر هذه البلاد لكنت فيها يقولون لي سي فلان رجعوا يقول لي الله يسهل عليك وكأني متسول
عرضت بيتي للبيع وكل مرة يأتي أحد يراه ويعطيني ثمن قليل كان هناك صديق أبي رحمه الله كنت اخجل منه جاء عندي وقال أرى كل يوم تأتي الناس غريبة عندك الخير ان شاء الله
قلت له اريد ان ابيع الدار
قال لي ماذا تبيع الدار لي ولدت وتربيت فيها دار والدك وجدك هل جننت انت موتك خير من حياتك
عند سماع ذالك الكلام تمنيت وقتها تنشق الأرض وتبلعني ظلمت الدنيا في عيني وضاق على صدري قلت في نفسي لماذا حياتي موتي خير
خرجت من المدينة وبدأت امشي وأمشي في القفار ولا أعرف أين ستقودني رجلي رأيت من بعيد بئر قديم وأردت أن أرمي نفسي فيه وصل اليه وجدته مملوء بطين وقلت حتى الموت يهرب مني محكوم على بالشقاء
بدأت امشي حتى رأيت مغارة دخلت إليها وإذا بي أرى شيء يلمع وسط الحجر  اشعلت وقيدة وفتحت عيني وإذا بها ياقوتة حمراء لم أصدق ما رأيت فقد كان مملوء بالياقوت وقلت في نفسي هل أنا احلم ولا مستيقظ رجعت اقفز متل الأبله
تساءلت كيف سأخرج فلا أحد يمر من هنا لكني توكلت على الله ومشيت وفجأة شاهدت نورا يدخل من أحد الشقوق فطلعت على حجر وبدأت أوسعه، ثم دفعت جسمي ووجدت نفسي في الخارج
وصرت آخذ من الياقوت وأبيعه حتى استرجعت كل أملاك أبي التي بعتها وملأت الدكاكين بالبضاعة وجعلت عليها ناسا من أهل الثقة وصرت أتفقد كل يوم أرزاقي وبفضل الله امتلأت خزائني بالذهب والفضة
ورغم ثرائي كنت لا أكلم أحدا باستثناء إبنة عمي ولا أخرج للسهر وحتى المقهى لا أجلس فيه
أما أصدقائي فصرفوا أموالهم وحصل لهم مثلي ولما سمعوا بثرائي المفاجئ جاءوني وبدأوا يعتذرون عن تصرفهم معي
فأخرجت لهم صاع ياقوت ففرحوا لكني أمرت خادمي بإحضار مهراس ودققته جيدا حتى أصبح غبارا ورميته عليهم صائحا : في التراب ولا في كروش أولاد الكلاب !!!
وفي الغد أتت زوجتي محملة بالهدايا لكنني طردتها وقلت لها : أنت طالق ودققت الياقوت ورميته على وجهها ثم تزوجت إبنة عمي التي تراها جالسة هناك هذه حكايتي !!!
وقام التاجر فأعطى الفتى الفقير صاعين من الياقوت وقال له : إرجع وتزوج من البنت التي تحبها وسيساعدك هذا المال في أن تبدأ تجارة تنفق منها على إمرأتك
شكره الفتى ،وودعه وفي الطريق إشترى جملا ومؤونة، وسار في الصّحاري والمفازات حتى وصل إلى العراق وقصد الحداد فوجده كعادته يضرب ضربة ويجيئ لقاع الدكان
فسلّم عليه وقال له :لقد رجعت ومعي قصّة صاحب الياقوت فرح وأجابه هيا بنا نجلس وأنت أحكيها لي
بدأ يحكى كان الحداد يستمع ويهز رأسه عجبا فلما أتمها رد ّعليه يا لها من قصة ثم تنهد وقال: لكن قصتي لا تقل عنها غرابة أيضا.
بدأ الحداد يحكى قصته للولد الفقير وقال كما ترى أنا حداد وأبي كان كذلك وقبله جدي وارتقيت حتى صرت أمين الحدادين في هذه البلاد ولي مقصورة في آخر الدكان أرتاح فيها وكان فيها شباك صغير يدخل منه الضوء
في أحد الأيّام كنت جالسا أمسح عرقي وحانت مني إلتفاتة إلى الشباك فرأيت حمامة بيضاء سبحان الله لم أر أجمل منها ولا أصفى منها لونا فاقتربت منها وأمسكتها من قدميها
لكنها طارت بي في الهواء ولم أفهم كيف مررت من الشباك الصغير وكيف قدرت الحمامة على حملي فأغمضت عيني وأنا لا أصدق ما يحدث لي ولما فتحتهما وجدت نفسي أمام قصر عظيم فوقفت مبهوتا متعجبا وأنا أنظر للزخارف البديعة على الحيطان و إلى النوافذ التي يغطيها الذهب والعاج
بينما أنا كذلك إذ إنفتح باب كبير وخرجت منه فرقة من الحرس ومعهم جوقة تعزف الموسيقى ووقفت أمامي عربة تجرها الخيول ثم فتح لي خادم أسود الباب ودعاني للدّخول
فدخلت وسارت العربة في القصر حتى وصلت أمام حمام من الرخام فخرج العبيد وقادوني إلى حوض ماء ساخن وخلعوا ثيابي المتسخة ونظفوني من السواد الذي على جسمي
ثم جاء حلاق فحلق شعري وعطرني ثم ألبسني القوم الحرير والذهب حتى أصبحت كأبناء السلاطين في النهاية أتى الحرس وقادني إلى قاعة كبيرة والناس صفان يهتفون بإسمي
ثم أشاروا إلى عرش من الذهب وطلبوا مني الجلوس وأنا لا أصدق ما يحصل وأفرك عيني لأتأكد أني لا أحلم وقلت في نفسي: أجلس وأمري لله
فأحاط بي الحاشية والوزراء وهم ينادونني بسيدي السلطان وجاء الشعراء فألقوا القصائد ومدحوني ثم قدم الخدم وفتحوا باب الحريم وأحضروا جارية لم ير الرّاؤون أجمل منها أجلسوها بجانبي وأنا أسترق النظر إليها
بعد قليل حضر شيخ على رأسه عمامة كبيرة وكتب كتابي عليها وصفق الناس وهتفوا: يحيا السلطان … يحيا السلطان لما دخلت غرفتي وإختليت بتلك الجارية سألتها قولي لي ماذا يحصل هنا فأنا لا أفهم شيئا
أجابته من عادتنا إذا مات السلطان خرجنا إلى أمام القصر وأول واحد نجده نعينه السلطان ويتزوج أرملته ولقد شاء حظك أن تكون اليوم أول من يقف هناك
يتبع…

عن قصص حكايا زمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق