عملت نادلا”جرسون” عندما كنت طالبا في بداية تعليمي في جامعة حيفا، لإعالة نفسي ساعات الليل، وسعدت أن أعمل نادلا وقبلها عملت عدة أشهر في تنظيف الأواني وباللغة العربية المحكية”جلي”،وسعدت عندها عندما اصبحت “نادلا”ونظرت أنها ترقية ،وفي محطاتي المهنية بعدها بسنين طلب مني أن ادرس عددا من اللقاءات لمجموعة يعملون في المطاعم والمقاهي كنادلين وقدمت ورشات في السلوك مع الزبائن ومن أهم الإرشادات أن يجند النادل كل طاقاته عندما يخدم الزبائن ،استقبالهم بابتسامة وأعرف أن هذا ممكنا مع الصعوبة في التحكم بلغة الجسد حيث يعمل النادل ساعات عديدة، وهذا ينطبق على كل الوظائف والمهن،ومن الارشادات أن لا يقوم النادل بسرعة عندما يحضر الزبائن ليسأل طلباتهم ،أنواع الوجبات،بل يتيح لهم التفكير والتشاور خاصة عندما تحضر أسر وعائلات،كما وفي الورشات أكدت أنه عندما يحضر النادل الوجبات في ״سدر ״أن لا يحمله بيد واحدة وبعلو خوفا من أن يفلت من يديه على الجالسين وهذا يحدث واعتدت ان اسرد لهم قصة عائلة حضرت لمطعم في عيد ميلاد الأم ،وانسكب الأكل على أحدهم ،وبعدها بأيام قدموا قضية للمحكمة طالبين 25ألف شيكل تعويضا وفندوا لماذا؟،عندما انسكب الطعام على رأس الأم شعر أفراد العائلة بالإهانه والحرج،وضحك قسم ممن كانوا في المطعم،وباختصار حضروا ليجلسوا ويحتفلوا وعادوا بشعور صعب للبيت وقالت الأم كيف أن الأكل انسكب على فستانها الغالي والمكلف،هذا ومن خلال وساطتي في هذا الملف، إنتهى باعتذار صاحب المطعم ، ودفع مبلغ عشرة الآف شيكل،وهنا أعود الى تصرف النادل،وأكدت كيف عليه احتواء الزبائن حتى لو كانوا غير صادقين بطلباتهم،” والموقف “الزبون صادق في كل الحالات”،وهذا يتطلب إدارة المشاعر عند النادل ،
في الورشات أكدت أن توضع صحون الطعام ليس على حافة الطاولة،ربما تقع بسرعة وبأي حركة بسيطة، ينسكب الطعام،
أحضر مناسبات في القاعات والمنتزهات ويتم تقديم الوجبات في نفس الوقت،وأرى الضغط على وجوه المسؤولين والنادلين وهنا أتوجه للمسؤولين الجلوس مع النادلين الموظفين وتكريس محادثة معهم كما يقوم مدرب كرة القدم بإجراء محادثة مع اللاعببن قبل بدء المباراة، يشحنهم،رباطة الجأش عندهم، القدرة،لا ينجروا وراء استفزاز لاعبي الفريق المنافس،أو الحكم.
هذا وعلمتني تجربتي في بداية حياتي كجرسون أمورا عديدة في حياتي،الاستيعاب الإحتواء،مواجهة الضغط، الصبر ،الذاكرة القوية،الإيجابية،مستمع ومصغي جيد، النشاط وسلوكيات أخرى ،وعندما أدخل مطعما،قاعة أفراح اتضامن وأتماثل مع النادلين وتبقى حياتنا تعلم وتجارب. هذا وعندما عملت نادلا حضر أحد المحاضرين للمقهى وكان معلمي في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة حيفا وتفاجأ ،وقال لي”قبل قليل كنت عندي في المحاضرة في مساق”الأدب العلاجي”،وجوابي نعم،هذا وقال لي”كل الإحترام طالب في النهار وعاملا في الليل، ” وحاول دعمي بكلمات طيبة وعندما بدأت بتنظيف الطاولة أصر أن يساعدني وربطتني بعدها علاقة أخوية وعملنا كموجهين في دورات تأهيل للمعلمين ورسالتي للشباب والطلاب العمل والجد والاجتهاد.