مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية_مرارة_الدم #من_الفلوكلور_السوري #الجزء_الاول

أب لديه ولدين حازم و زيد في عمر 7 سنوات كانا ولدين مطيعين لأبيهم تربية و طاعة
و كان الأب يفعل المستحيل كي يرى أولاده بأتم صحة و عافية و يلبي طلباتهم و ما يحتاجون إليه
كان الأب فقيرا يأتي بقوته و قوت أولاده بجهد و تعب ، يعمل في محل كبير للخضر و الفواكه ، يحمل صناديق الخضر على أكتافه و يضعها في الشاحنة ثم يوزعونها على المحلات كان يتعب في عمله هذا و لكنه كان يعمل بجد من أجل أن يعيش و يربي أولاده
كان حبه لزيد حبا مختلفا عن حبه لحازم ، يحب أولاده الإثنين لكن حبه لزيد أكثر و كان حازم و هو صغير يرى هذا الحب الكبير لأبيه اتجاه زيد ، كان يراقب أباه كيف يحب زيد أكثر منه لكنه كان صامتا ينظر فقط بعينيه
في يوم من الأيام تجول الأب في السوق بعد إنتهائه من العمل فرأى لباس رياضة للأطفال نظر لهذا اللباس فأعجب به دخل المحل و طلب سعر القميص الرياضي فوجده غالي السعر وضع يده في جيبه كي يرى كم لديه من نقود فرأى نقوده قليلة تأتي بقميص واحد فقط لفرد ، فكر قليلا هل يشتري القميص لزيد فقط و حازم كيف و النقود قليلة ، بعد تفكير طويل من الأب إشترى القميص و خرج من المحل
في المساء و هم يستعدون للعشاء دخل حازم المطبخ كي يأتي بالصحون فسمع وشوشة تقرب من باب المطبخ و هو ينصت بحذر
قال الأب : إشتريت لك قميصا رياضيا جميلا
قال زيد : حقا يا أبي
قال : نعم بعد قليل سأعطيك إياه و لكن لا تقل شيئا لأخيك لكي لا يغضب مني كانت لدي نقود قليلة فاشتريته لك أنت فقط
قال زيد : شكرا لك يا أبي شكرا
قال الأب : و إن سألك حازم عن القميص أخبره أنه هدية من صديق أبي فقط
قال زيد : نعم يا أبي نعم لا تخف
سمع حازم ما سمع و ذهب بعقله سارحا بعيدا و الصحون في يده و الدمعة على خده، مسح وجهه و أكمل وجهته كأن لا شيء حصل
مرت سنواااات كبر الأطفال و صارو في عمر 18 سنة يدرسون في الجامعة ، كان حازم شابا عاقلا أما زيد فكان عكسه تماما
أما بالنسبة للأب فقد توقف عن عمله ذاك لأنه كبر و لا يستطيع حمل الصناديق فجلس في البيت و زيد و حازم يدرسون و يذهبون كي يسترزقون ما يجدون كانت معيشتهم صعبة قليلا
كان يحب أولاده و يعاملهم بما يجبر خاطرهم لكن كانت محبته لزيد تزداد يوما بعد يوم و يهتم به أكثر من حازم
و حازم كان يعلم بهذا الإهتمام و الحب لكنه كان صامتا و لم يفعل شيئا
يتبع…

حكايات زمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق