مقالات
اسرائيل تعلن حربا على الضفة الغربية، لماذا الآن؟؟*
ما يجري في الضفة الغربية منذ منتصف الليلة الماضية هو اعلان حرب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. فضخامة العملية العسكرية،واتساع رقعة الاستهداف، وكمية الجنود والاليات العسكرية ونوعيتها، اضافة الى اهداف الاحتلال السياسية، كلها تدلل على اننا لسنا بصدد هجمة عدوانية جديدة، وانما بصدد عملية عسكرية هي الاكبر منذ ٢٠٠٢.
لماذا الآن؟؟
في الاسبوعين الاخيرين جرى حدثان كبيران فارقان؛
الاول – حاجة امريكية جامحة، لاسباب انتخابية داخلية، واخطار اقليمية ودولية لمصالحها الاستراتيجية، بضرورة عقد صفقة مهما كان شكلها وتفاصيلها في قطاع غزة، وبات من غير الممكن افلات نتنياهو من هذا الاستحقاق خاصة امام تواصل الاخفاقات العسكرية الميدانية لجيش الاحتلال في قطاع غزة.
الثاني – جاء رد حزب الله واضحا وصريحا، لينهي حالة التململ للحليفين الامريكي والاسرائيلي مفاده أن المواجهة الاقليمية غير مجدية لاسرائيل وامريكا، خاصة في الظروف الحالية، وتصريح غلانت وزير الجيش كانت الاشارة الواضحة لذلك بأن مواجهة حزب الله قادمة بعد امد طويل ولبس الآن.
امام هذين الحدثان توصل نتنياهو الى الاستنتاجات التالية:
1. الذهاب الى صفقة جزئية لمرحلة واحدة ( ٦ اسابيع) مع ابقاء حالة الحرب.
2. ابقاء حالة الحرب امام غياب العمليات العسكرية بغزة ومع جبهات الاسناد في حالة صفقة، وسقوط الخيار الذي تمناه نتنياهو بالمواجهة الاقليمية وانخراط الولايات المتحدة بها. تتجل بالذهاب الى الامكانية الوحيدة القائمة وهي اعلان حرب على الضفة الغربية وبذلك يبقي حالة الحرب والتوتر الاقليمي وابقاء الجيش في حالة تأهب .
3. ينتظر نتنياهو الوقت المتبقي للانتخابات الامريكية لعلها تعيد ترامب لسدة الحكم ويقوم بخلط الاوراق من جديد.
ما هي اهداف الحرب على الضفة الغربية؟
1. ابقاء حالة الحرب والتوتر.
2. محاكاة القاعدة الانتخابية الاستيطانية واليمينية وكسب صمتهم امام امكانية دفع اثمان غالية بصفقة التبادل وخاصة بملف الاسرى الفلسطينيبن.
3. اجتثاث كل اشكال المقاومة الخشنة للاحتلال وخاصة في مخيمات اللاجئين، كخطوة لحسم المسألة الفلسطينية والقضاء عليها، بما في ذلك القضاء على السلطة الفلسطينية.
4. خلق حالة جديدة في الضفة الغربية تسهل ضم الضفة الغربية الى اسرائيل، خاصة مناطق -ج-.
هذه الحرب الجديدة على الضفة الغربية تثبت بشكل واضح، أن الاهداف الاسرائيلية لا تقف عند حربها على فصيل فلسطيني واحد كحماس والجهاد، ولا تقف عند جغرافيا فلسطينية كقطاع غزة، وانما المشروع الصهيوني يهدف الى القضاء النهائي على القضية الفلسطينية ، ومنع اي شكل من اشكال المقاومة والطموح السياسي للشعب الفلسطيني.
سهيل دياب- الناصرة
د. العلوم السياسية