مقالات

د. احمد الثقفي وحديث عن النوم بين الراحة والتحديات: كيف تؤثر القهوة والإجهاد والجوالات على جودة النوم

د. وسيلة محمود الحلبي

النوم هو أساس صحة الإنسان ورفاهيته. إنه الوقت الذي يتعافى فيه الجسم والعقل من ضغوط اليوم، ويجدد فيه طاقتهما للاستعداد ليوم جديد. ومع ذلك، في عصرنا الحديث، يواجه الكثير من الناس تحديات كبيرة في الحصول على نوم مريح ومريح بسبب عوامل متعددة، مثل استهلاك الكافيين، الإجهاد المستمر، واستخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل تأثير كل من هذه العوامل على جودة النوم وكيف يمكن مواجهتها لتحقيق نوم أفضل.

د. احمد الثقفي لك حدثنا عن القهوة و الكافيين وتأثيرهم على النوم؟؟

قال د. الثقفي : القهوة هي مشروب مفضل لملايين الأشخاص حول العالم، ويعتبرها الكثيرون جزءًا لا يتجزأ من روتينهم اليومي. تحتوي القهوة على الكافيين، وهو منبه قوي يعمل على تحفيز الجهاز العصبي المركزي، مما يزيد من اليقظة ويقلل من الشعور بالتعب. يُعتبر الكافيين أداة فعالة لتعزيز الأداء الذهني وزيادة التركيز خلال اليوم، لكنه يمكن أن يصبح عقبة أمام الحصول على نوم جيد إذا لم يتم تناوله بحذر.

الكافيين يعمل على منع مستقبلات الأدينوزين في الدماغ، وهي المواد الكيميائية التي تساعد على تنظيم دورة النوم. عن طريق منع الأدينوزين، يظل الدماغ في حالة يقظة، مما يجعل النوم أكثر صعوبة. يبقى الكافيين في الجسم لعدة ساعات، مما يعني أن تناول القهوة في فترة ما بعد الظهيرة أو في المساء يمكن أن يؤثر سلبًا على النوم ليلاً.

والأشخاص الذين يستهلكون القهوة بشكل مفرط قد يجدون صعوبة في النوم أو يعانون من نوم مضطرب وغير مريح. حتى لو تمكن الشخص من النوم بعد شرب القهوة، فإن جودة النوم يمكن أن تتأثر، حيث قد يقلل الكافيين من الوقت الذي يقضيه الشخص في مراحل النوم العميق، وهو الوقت الذي يحدث فيه الاستشفاء الجسدي والعقلي الأكثر فعالية.
ولمواجهة هذا التأثير السلبي، ينصح الخبراء بتجنب شرب القهوة في الساعات القليلة التي تسبق وقت النوم. يُفضل أيضًا تقليل كمية الكافيين المتناولة خلال اليوم تدريجيًا، مما يمكن أن يساعد في تقليل الاعتماد عليه كمصدر للطاقة واليقظة.

وماذا عن الإجهاد؟؟

قال د. الثقفي الإجهاد هو العدو الخفي للنوم المريح
و هو جزء لا مفر منه من حياتنا اليومية، ولكنه يمكن أن يصبح عدوًا للنوم إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. عند التعرض للإجهاد، يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، والتي يمكن أن تحفز الجهاز العصبي وتبقي الجسم والعقل في حالة يقظة. في حالات الإجهاد المزمن، يمكن أن يصبح هذا التوتر عاملاً رئيسيًا في حدوث الأرق واضطرابات النوم الأخرى.

الإجهاد يمكن أن يؤثر على النوم بطرق متعددة. قد يجد الشخص الذي يعاني من الإجهاد صعوبة في الاسترخاء والابتعاد عن الأفكار المزعجة التي تعكر صفو نومه. الأفكار المتكررة والمقلقة يمكن أن تؤدي إلى صعوبة في الدخول في النوم، وأحيانًا إلى الاستيقاظ المتكرر خلال الليل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب الإجهاد في تفاقم بعض اضطرابات النوم مثل متلازمة تململ الساقين وتوقف التنفس أثناء النوم.

لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تقليل تأثير الإجهاد على النوم. تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، والتنفس العميق، واليوغا، يمكن أن تساعد في تهدئة العقل والجسم قبل النوم. أيضًا، يمكن أن يكون من المفيد تبني روتين نوم منتظم والالتزام به، حيث يساعد ذلك الجسم على التعود على توقيت محدد للنوم والاستيقاظ، مما يقلل من تأثير الإجهاد على دورة النوم.

ما تأثير الجوالات والأجهزة الإلكترونية على دورة النوم؟؟

قال الدكتور احمد الثقفي :
في عالمنا الرقمي المتسارع، أصبح استخدام الجوالات والأجهزة الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وحتى من روتيننا قبل النوم. ومع ذلك، فإن الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة قبل النوم يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية كبيرة على جودة النوم.

أحد الأسباب الرئيسية لتأثير الأجهزة الإلكترونية على النوم هو الضوء الأزرق المنبعث من شاشاتها. الضوء الأزرق يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم. عندما يتعرض الشخص للضوء الأزرق في الساعات القليلة قبل النوم، يتم تثبيط إنتاج الميلاتونين، مما يجعل من الصعب على الجسم الدخول في حالة من النعاس الطبيعي.

بالإضافة إلى تأثير الضوء الأزرق، يمكن أن يؤدي استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم إلى تحفيز العقل والنشاط العقلي، مما يزيد من صعوبة الاسترخاء والنوم. الألعاب، وسائل التواصل الاجتماعي، وتصفح الإنترنت يمكن أن تبقي الدماغ في حالة نشاط، مما يعوق القدرة على النوم بهدوء.

لتجنب هذه التأثيرات السلبية، ينصح الخبراء بإيقاف استخدام الجوالات والأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل. يمكن استبدال هذا الوقت بقراءة كتاب، الاستماع إلى موسيقى هادئة، أو ممارسة التأمل، وكلها أنشطة تساعد على الاسترخاء والاستعداد للنوم. كما يمكن استخدام وضع الليل على الأجهزة، والذي يقلل من انبعاثات الضوء الأزرق.

وفي كلمة الختام قال د. احمد الثقفي

من الواضح أن العوامل مثل القهوة، الإجهاد، واستخدام الجوالات يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تحديد جودة نومنا. فهم هذه العوامل وتأثيراتها يمكن أن يساعدنا في اتخاذ خطوات لتحسين نومنا وبالتالي تعزيز صحتنا العامة ورفاهيتنا. من خلال اتباع نصائح بسيطة مثل تقليل استهلاك الكافيين، إدارة الإجهاد بشكل فعال، وتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، يمكننا جميعًا الاستمتاع بنوم مريح ومجدد للطاقة، مما يتيح لنا الاستيقاظ كل يوم نشطين ومستعدين لمواجهة تحديات الحياة اليومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق