مكتبة الأدب العربي و العالمي

علاء_والعفريت الجزء الثاني

أخذ علاء الدين الأميرة على فرس إلى قرب النبع ولبس ثيابها وتسلل إلى حيث يكمن العفريت فوجده نائما نوما عميقا وشخيره يملأ الوادي فمد يده بهدوء وسحب السيف الخشبي من تحت رأسه وضربه فقطع رأسه فصاح العفريت تنّي يا علاء الدين،
فأجابه أمي ما علمتني التني وجرى دمه حتى لون مياه النهر ووصلت إلى المدينة فرأى الناس المياه المصبوغة بالدم وظنوا أن العفريت ذب.ح الأميرة وعلاء الدين لكن بعد قليل رأوا علاء الدين قادماً يحمل الأميرة على الفرس ففرحوا كثيرا وزغردوا وأقاموا الاحتفالات والأعراس وتزوج علاء الدين الأميرة وعاشا في هناء وسرور.

بعد شهر تذكر علاء بنت الملك الشام فقال لصهره الملك لقد اشتقت إلى أهلي وبلدي وأريد أن تسمح لي بالسفر فطلب منه الملك أن يبقى عندهم فلم يرض وعزم على الرحيل وخير زوجته بين أن تبقى عند أهلها أو أن تسافر معه

فقال له الملك: النساء عندنا يتبعن رجالهم أينما ذهبوا وحمله الأموال وقافلة من الأحمال وودعه أهل البلد وهم في حالة بكاء وحزن عظيم على فراقه

وصل علاء الدين إلى بلاد الشام فنزل في ضاحية المدينة ونصب الخيام وترك أهله وجماعته هناك ولبس زي الأطباء وحمل حقيبته ونزل إلى المدينة ينادي: أنا الطبيب أنا المداوي أنا طبيب العيون. حتى وصل الخبر إلى الملك فطلب من حاشيته إحضارالطبيب فحضر فقال له: عندي بنت عمياء فإذا شفيتها سأعطيك ما تريد وإلا سأقطع رأسك

فقال علاء: أريد أحسن غرفة في القصر تطل على الحديقة أبقى فيها مع الأميرة وأعالجها لمدة ستة أيام وأريد كل يوم أطيب المأكولات وألذ الشراب، ولا يزعجني أحد ويقطع علاجي للأميرة وفي اليوم السابع ستخرج الأميرة معافاة بإذن الله.

وهكذا كان بقي علاء الدين وحده مع الأميرة في الغرفة يتأمل جمالها وحسنها ويحكي لها الحكايات ويسليها في الليل والنهار حتى أحبته دون أن تراه في اليوم السادس أمسك بالقط الأسود فذبحه ودهن به عيون الأميرة

ففتحت عينيها وأبصرت وعادت كما كانت وكان أول ما رأت أمامها علاء الدين فأحبته وشكرته وأرادت الخروج إلى أهلها فطلب منها أن يبقيا حتى صباح الغد كما اتفق مع أبيها،
فوافقت وأمضيا ليلة جميلة، كلها فرح وسرور حتى الصباح،

وعندما خرجا كان الملك وحاشيته ينتظرونهما على الباب، والسيّاف شاهر سيفه ليقطع رأس علاء الدين إذا فشل علاجه فبانت الأميرة في أحسن حال وقد شفيت عيناها تماما

وأصبح بصرها أحسن مما كان فعمت الفرحة الجميع وزغردت النساء وضم الملك ابنته وحمد الله على سلامتها
قالت له الأميرة: إن الفضل للطبيب وأنها أحبته ولن تتزوج غيره فأعلن قيام الزينة والأعراس وزفت الأميرة إلى علاء الدين.

أمضى شهراً بعد زاوجهما فتذكر ملك اخر فطلب من عمه الملك أن يأذن له بالرحيل لأنه اشتاق لأهله وخير زوجته بأن تسافر معه أو أن تبقى عند أهلها، فاختارته حزن الملك على فراقهم وأعطاهما أموالاً كثيرة، وقافلة محملة بما خفّ حمله وغلا ثمنه

عاد علاء إلى جماعته ففكوا رحالهم، وسارت قافلتهم أياماً وليالي حتى وصلوا إلى المملكة مصر فرأى الناس في هم وحزن كبير فسألهم عن أمرهم فقصوا له قصة اختفاء أهل القصر دون أن يعرف أحد السر ولم يبق للملك إلا زوجته وابنته فقط

ذهب إلى القصر وعرض على الملك أن يكشف له السر وأن يسكن معه في القصر لمدة ثلاثة أيام في آخرها يكشف له المستور وافق الملك وأفرد له جناحا نام فيه، فكان يراقب ابنة الملك الجنية دون أن تراه إلى ليلة الثلاثاء

عن قصص وحكايات العالم  الاخر …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق