تَـمـضي الحياةُ ولا ندري مقاصدها
ونحـن نـأمـل بالفـردوسِ والـنِّـعَـمِ
تُـخـفي عَـن الـمَـرءِ أَحزانًا مُعَـتَّـقـةً
تاتي على غـفـلـةِ الوسنان بالسَّقَـم
فـيـهـــا مُـكابَــدة الايــام تـرهِـقـنـا
والعمر يمضي كمثل البـرق والحلم
فالَكَيِّسُ الفَطِنُ المعطاءُ عـاش بها
كالـضَّـيْـف يَـقـنـع بالإيــواء والأَدَمِ
هٰـذا الـزمـان عجيب في تَـصَـرُّفه
فيه المـسـرّةُ تخفي لـوعـة الـسَّـأمِ
لا تـركَـنَـنَّ الى الـدنـيــا وزيـنـتـهـا
تبقىٰ اللعوب وَمَهْد الضنك مِن قِدَمِ
إيّــاكَ إيّــاك أَن تـأمـنْ لـصـولـتـهـا
فهي الـغرور وفـيـهـا خِلـعـةُ النـدمِ
لا تــأمَـَنَـنَّ لـضـلّـيـلٍ بِـــه خــطَــلُ
يرضىٰ المعيشة تحت النَّعلِ والقَدم
إن جاءك اليوم يـبكي مع بِـطـانته
فاعلـم بأن ضلالًا حِيْكَ في الـظُّـلَـمِ
لا يَخـدعـنَّكَ دمـع العين يسفـحـه
فـوق الـمَـقـابـر يُـبـدي لـوعـةَ الألـم
مهـمـا تكالَـبَـت الاعـداء في بـلـدي
جـاءت لِـتطلب ثـأرًا فيه هدرُ دمي
فلـن تـنـال عـلـوج الروم مطـلـبـهـا
ولن تـنـال زُنـاةُ اللـيـل مِن قِـمَـمي
مـا ضـلَّ قـوم وشــرع اللـه منهجه
عاش الفضيلةَ مطبوعًا على القِـيَم
