مقالات
كتب الدكتور سهيل ذياب : ماذا لو فشلت الصفقة؟
هذا الاسبوع هو المفصلي والاخطر منذ بدء العدوان على غزة. مفصلي في رسم مستقبل المنطقة، وخطير في دفع الاثمان الغالية بكل سيناريو قادم. فاما الذهاب الى صفقة ووقف العدوان وتهدئة الاقليم، واما حربا استنزافية كارثية ومدمرة لجميع الاطراف بما في ذلك اسرائيل ولمصالح الولايات المتحدة الامريكية .
بعد الاغتيالات الجنونية التي قامت بها اسرائيل في بيروت وطهران، بتنا بمرحلة جديدة، وأهم ملامح هذه المرحلة اننا لا نتحدث اليوم على حرب غزة فقط، ولا عن جبهات اسناد لغزة، إنما بتنا نتحدث عن حربا جديدة، حرب الردع المباشر بين ايران وحلفائها من ناحية، وبين اسرائيل وحلفائها، ولا حياد في هذه المعركة الكبرى لاي من الدول الوطنية، اقليمية أم دولية، فهي معركة اللاعبين الكبار والعمالقة،وليس بين لاعبي الاحتياط بالوكالة.
عندما يتم تلخيص هذا العدوان بعد سنوات، سوف يتضح للجميع أن الغلطة الاستراتيجية الاكبر لاسرائيل كانت هذه الاغتيالات لفؤاد شكر ببيروت ولاسماعيل هنية بطهران، لأنها بذلك فتحت اسرائيل حربا كبرى هي اصغر بكثير من امكانية الصمود بها وحماية نفسها.
هنالك من يعتقد ان البديل لافشال الصفقة هو رد ايراني موجع، ورد لحزب الله موجع اكثر…فلهؤلاء اقول هذا كان صحيحا قبل الاغتيالات..!
وهناك من يعتقد ان ردع ايران وحزب الله واليمن، سيمنع ردا موجعا، ويبقي العدوان الوحشي على غزة على حاله، فلهؤلاء اقول هذه احلام اليقظة..
فالبديل للصفقة ووقف العدوان ليس فقط ردا موجعا وعقابيا لاسرائيل، وانما مواجهة اقليمية طاحنة تطول اسرائيل ومصالح الولايات المتحدة بالشرق الاوسط وهي كثيرة. لذلك نرى قلق الولايات المتحدة وحرصها على ابرام صفقة، لذلك نرى تراكض العديد من الدول الوازنة في الشرق الاوسط للدخول على خط الوساطات لتبريد الاقليم.
مواجهة كهذه ستجلب الدمار للجميع، ولكن ايضا، ولاول مرة من سبعة عقود، ستجلب الدمار ايضا لاسرائيل ولمصالح امريكا بالشرق الاوسط.
كل الاطراف لا تريد المواجهة الاقليمية كل لحساباته..الا نتنياهو وحكومته!
كل الاطراف تريد صفقة ووقف الحرب، بما في ذلك كل الاجهزة الامنية والجيش في اسرائيل، وغالبية الجمهور، وغالبية حتى الكنيست والحكومة الحالية المتطرفة، الا نتنياهو وعصابة الفاشيبن في حكومته!!
التاريخ سيحاسب حكام اسرائيل والادارة الامريكية لما يرتكبون اليوم من جرائم حرب وابادة، وبداية التمرد هليهما سيكون من عقر دار امريكا واسرائيل..وان غدا لناظره قريب!!
سهيل دياب- الناصرة
د. العلوم السياسية