قال: أنا لست بخير، وصمت!
قلت: الطيور ليست بخير
تغريدها حزين حزين
الحساسين تبتعد عن أرضنا
تنظر إلينا باستهجان وتطير…
الحمام يلتصق في أعشاشه
هديله مشوبٌ بالحزن والأنين
الورود في الحدائق ليست بخير
قُطعت، رُمِست
جفّ عطرها الأثير
بيوتنا ليست بخير
تسمع آهاتنا وتصمت
بلداتنا ليست بخير
تدفن موتاها وتصمت
عالمنا ليس بخير
يرى، يسمع، ويصمت
قلمي ليس بخير
فاض حبره
استكان لصمت دفين
سنابل القمح ليست بخير
أثقلتها النوائب
أضناها العويل
السهول صفراء جفّ دمعها
باتت تستغيث وتستجير
فهل الربّ في السماء
سيستجيب؟
أنت لست بخير
قلتَها في غضب
وغبتَ في صمت حزين
هو، هي، نحن،
كلّنا لسنا بخير…
وأنا…
أنا لست بخير…
لكنّني أجد نفسي ألتصق بتراثي
رائحة الحبق تعبق في أنفي
تمتزج برائحة المناقيش المنبعثة من طابون عمّتي
جرار الزّيت تنادي صمتي
تستفزّني
وهذا الطبق الذي نسجته عمّتي بيديها
بعد موسم الحصاد
يغازلني
أغيب بين سنابل القمح
تعانق سيقانها صمت السماء
وتصمت
وأنا….
أنا أختفي بين سيقانها
أبكي.. أصرخ..
أنا لست بخير!
لست بخير!
روز اليوسف شعبان
17/8/24
