في واقعِ النكساتِ تاهت عن هُداها البوصلَه
لم يبقَ في هذا الضياعِ مباديءٌ أو ” مَرجَلَه ”
عَطَشٌ يُجَفّفُ نهرنا الجاري دماءً سائِلَه
جوعٌ يَجُرُّ ديارَنا الملأى لتلحَقَ سُنبُلَه
تَعَبٌ يهُدُّ عزيمةً في نومها مُتَسَربِلَه
لا شيءَ يُسعِدُها النفوسُ وقد غَدَت مُتَسَوّلَه
مُتَسَوّلون مَفاخِراً ويدُ الكِفاحِ مُكَبّلَه
فالضعفُ فينا مُحكَمٌ والخوفُ شدّ حبائِلَه
والجهلُ يصنَعُ دميةً للطامعينَ مُطَبّلَه
حركاتُها محسوبَةٌ .. نغماتُها مُتَفائِلَه
أحلامُها مرهونَةٌ بِيَدِ الذئابِ القاتلة
أعناقُها مشنوقَةٌ .. أقدامُها مُتَزَلزِلَه
الذئبُ خَطّطَ باكراً حتى يُحَرّكَ مِنجَلَه
أما الحمامَةُ رأسُها تحتَ الجناحِ مُغَفّلَه
كي تستثيرَ تعاطُفاً ببريقِ عينٍ ذابِلَه
ترجو نُيوبَ عَدُوّها أن لا تُسَبّبَ مَقتَلَه
فالأرضُ صارت سجنَها أما السماءُ فَمَهزَلَه
في قيدها مشدودَةٌ في رقصِها متفاعِلَه
وإذا لها بعضُ المخالِبِ قد تحلُّ المسألة
ليست لأجل عَدُوّها لكن لِتَسحَقَ ” حَنظَلَه ”
# بقلمي
# رياض الصالح