ثقافه وفكر حر
العرب في الجاهلية
كانت العرب في الجاهلية إذا اختلفوا يحتكمون إلى رجل يقال له “عامر بن الظَّرِبِ العدواني” (مشرك على جاهليته)..
فجاءه مرة وفد من إحدى القبائل فقالوا له: “يا عامر وجد بيننا شخص له آلتان آلة للذكر وآلة للأنثى، ونريد أن نُوَرِّثَهُ، فهل نحكم له على أنه أنثى أم نحكم له على أنه ذكر؟!”
فمكث هذا عامر بن الظَّرِبِ (المشرك) أربعين يوماً لا يدري ما يصنع لهم!!..
وكانت له جارية ترعى له الغنم يقال لها: “سُخَيلة”
فقالت له في اليوم الأربعين: “يا عامر!، قد أكل الضيوف غنمك؛ ولم يبق لك إلاّ اليسير، أخبرني؟!!”
فقال لها عامر: “انصرفي لرعي الغنم!”
فأصرّت عليه، فلما أصرّت عليه أخبرها بالسؤال، وقال لها: “ما نزل بي مثلها نازلة!”
فقالت له الجارية: “يا عامر أين أنت؟! أتبع المال المَبَاَل!!”
(أي: إن كان هذا الشخص يبول من آلة الذكر فاحكم عليه على أنه ذكر، وإن كان يبول من آلة الأنثى فاحكم عليه على أنّه أنثى).
فقال لها: “فرّجْتِهَا عنّي يا سُخَيْلَة!”
فأخبَر النّاس.
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله معقباً:
“هذا رجل مشرك!، لا يرجو جنة، ولا يخاف ناراً، ولا يعبد الله، ويتوقف في مسألة أربعين يوماً حتى يُفتي فيها!، فكيف بمن يرجو الجنة، ويخاف النار، كيف ينبغي له أن يتحرى إذا صُدِر للإفتاء! وإذا سئل أمراً عن الله جل وعلا؟!”.
#منقول
– من كتاب – البداية والنهاية – لابن كثير – (٢/ ٢٢٢).