منوعات

حكاية الحيلة والنية

هيثم درابي

كان يا مكان في بلاد بعيدة ومن القلوب قريبة كانو عايشين زوج (إثنين) جارات وحدة الحيلة والثانية النية ، وحد النهار من أيامات الخريف كان الجو مليح راحت الحيلة لجارتها النية وقالتلها ياجارتي العزيزة واش رايك لوكان نتشاركو في قطعة أرض ونزرعوها بصل ونتقاسموها فرحت النية و وافقت فالحين …
وكيما كان الحال حرثو الأرض وغرسوها بصل وبقاو يسقيو وينقيو فيها من الأعشاب الضارة .
جا الربيع وخضارت الأرض كي شافت الحيلة وراق البصل خضرة طمعت وراحت تجري للنية وقالت لها ياجارتي نتفاهمو من ضرك لي تحت الأرض تديه نتي ولي فوق الأرض أنا نديه. النية ما كانتش من العاكسين و وافقت فالحين .
فات الربيع وجاء الصيف الأوراق الخضرا نشفت ويبست وما بقى يصلح غير البصل لي تحت الأرض ، الحيلة دات هذوك الاوراق الناشفين لي مافيهم حتى فايدة والنية دات حبات البصل لي تحت الأرض وخباتهم في دارها وهكذا ربحت النية على الحيلة .
فات الصيف ورجع الخريف والحيلة مزالها تخمم (يعني تفكر) في تدبيرة باش تكلخ (لكي تنتصر عليها) للنية ، أيا راحت عندها وقالتلها واش رايك ياجارتي الحبيبة نغرسو القمح والشعير ، فرحت النية وقالتلها ايه علاش لالا نخدمو الأرض ونغرسوها ونتقاسمو خيرها .
حرثو الأرض وزرعوها ونقاوها وملي بداو فيها والحيلة تخمم وتكيد للنية وكي جا الصيف وجا وقت الحصاد قالت الحيلة لازم العام هذا ما يصراليش كيما العام لي فات ، راحت عند النية وقالت لها يا جارتي نتقاسمو من ضرك ، العام لي فات نتي ديتي لي تحت الأرض وأنا ديت لي فوقها ، العام هذا نديرو العكس انتي تدي لي فوقها وأنا ندي لي تحت ، وافقت النية على راي الحيلة وقالتلها على بركة الله واش تقولي نتي أنا راني موافقة .
راحو يحصدو في الأرض ، النية دات القمح والشعير لي فوق الارض والحيلة ما لقات غير جذور تحت الارض لا تنفع ولا تضر .
تقلقت الحيلة من النية وغيرتها منها وحقدها عليها عماولها عينيها وقالت لازم نديرلها مكيدة ونطيحها في مصيبة ونتخلص منها راني كرهتها وما نحبش نزيد نشوفها …
راحت الحيلة عند النية مخبية الخبث في قلبها ومظهرة الحب في وجهها وقالت لها يا جارتي واش رايك نلعبو لعبة نحو بيها الغمة على قلوبنا ، فرحت النية وقالتها فكرة مليحة بصح واش نلعبو ؟ قالتلها أنا نرقد فالحصيدة(الأرض المزروعة) ونتي ترقدي وسط الطريق ….
راحت النية وتمددت وسط الطريق والحيلة رقدت في الحصيدة ، في هذاك الوقت كانو مجموعة من رجال فايتين على الطريق بالبغال تاعهم شافو النية راقدة وسط الطريق عرفوها ومحبوش ينوضوها، ولاو خلاوها وقطعو جيهة الحصيدة ومشاو فوق الحيلة بلاما يشوفوها ….فالصباح ناضت النية وراحت تحوس على الحيلة لقاتها ميتة وسط الحصيدة….
وهنا نعرفو انو مول الحيلة مهما يدير مايربحش
دمتم بأمان الله
ولاتنسي الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق