كان هناك فتى يحب بنت عمه وكانت هي الأخرى تبادله شعور المحبة لكن للأسف أجبرته ظروف الحياة على الاغتراب والعمل خارج بلدته التي يعيش فيها ،وتعيش فيها أسرته وأسرة بنت عمه إثناء الوداع انهمرت الدموع رغماً عنهما فقد تواعد الاثنان على ان يظلا على عهدهما في الحبّ والإخلاص لبعضهما البعض، وان لايفرقهما في الدنيا غير الموت .،.قامت إبنة العم ،وقصت بعض الخصلات من شعرها الطويل، وأعطتها له كي يحملها معه في سفره
فسألها لمذا تفعلين ذلك أجابت : لأحسّ بلمساتك كأنك بجانبي !!! سافر الفتى وهو مقهور حزين على فراقه لاهله ومحبوبته ،ومرت الأيام والشهور رتيبة لا طعم فيها للحياة من شدة شوقة ولهفته الى واهله وبنت عمه ..وكان يعد الايام والليالي وهو لا يعرف متى سيرجع لاحبابه وفي أحد الأيام تملكه شعور حزين لم يعرف مصدره، فقرر العودة الى قريته وما أن دخل الزقاق الذي فيه بيت بنت عمه حتى أخذ ينظر هنا وهناك لعله يراها تطل من النافذة كما تعودت أن تفعل أو يراها تقف مع بنات الجيران لكن .كانت تنتظره مفاجئه ، لم تخطر على باله فقد رأى في عيون اأهل الزقاق نظرة غريبة ودمعه حائرة .الح عليهم بالسؤال وكانت الصدمة الكبرى لقد توفيت حبيبتك ! !!لم تطق فراقك فماتت .
ولما افاق من غيبوبته أنشد أبياتا تفيض عذوبة ،يصف فيها حاله ويبكي فيها فراق حبيبته :
قلت الوداع وجاوبـت دمعـة العيـن تجـرح
بساتيـن الخـدود النّديـه
واغضت وشفت بعينهـا الحزن حزنيـن
وصاحت على الفرقا انـا مـو قويـّه
وجاوبتها ارجـوك تكفيـن تكفيـن
والله دمعك يشعـل النار فـيّـه
…
وقالـت تعاهدني عـهـاد المحبـيـن
الله يخـون اللـي يخـون بخويّـه
قلـت ابشري واللـي خلقـك لاتظنيـن
حرااااام ماغيرك عشقـت آدمـيـه
وقصّت شعرها قلت انـا وش تسويـن
قالـت ابـي مـن غرتي لـك هديـه
…
ونادتنـي الغربه علـى الهـم والبيـن
احسّـب الأيـااااام روحـه وجيّـه
وفي كـل ليله ترتسـم بيـن رمشيـن
خيالها بيـن الـرمـوش الشّقـيـه
غربة سنه فـي ذمتـي غربـة سنيـن
متى علـى الله يلتقـي الحـي حيّـه
…
خلاص هانت مابقـى غيـر يومـيـن
خـلااص قفّت غربـةٍ جرهديـه..
ورجعت شوقي في خفوقي براكيـن
ورجعـت انـا كلـي لها جاذبـيـه
وسألت ما ردّوا وانا اصيح هي وين
وكلٍ نثر مـن داخـل العيـن مَيّـه
…
وفـي معمعـة حزني تلقيـت رمحيـن
قالـوا توفـت غافلتـهـا المنـيـه
وفـي غرغرتها ماذكرت غيرحرفيـن
تشهـدت بسـمـك شـفـاه البنـيـه
وتزاحمـت فـي داخلي ألـف سكـيـن
والحزن يطويـنـي ثمانيـن طـيّـه
…
صدمه وجابتنـي على الارض نصفـيـن
وشلـون راحـت دون ذنـب وخطيـه
تكفون دلـونـي على القبر هالحـيـن
مـاعـااااد فيـنـي للصبر مقـدريـه
ووقفـت اطالـع قبرها بيـن نصبـين
وجلست اضـم اغلـى النصايـب عليّـه
…
واصيح وش بك يا غلا مـا ترديـن
اشتقـت همس شفاهك النرجسيه
وش فيك جيت من السفر مـا تهليـن
ماهي بلك عـاده ولا انتـي رديه
وحاولت في لحظة جنون اجـرح الديـن
وازيـح تـربـة قبرهـا فـي يـديّـه
…
وبالغصب شالوني حشـا تقـل مسكيـن
واصـرخ بهم والله والله حـيّـه
اقفت وتاهـت بـي جميع العنـاويـن
والحـزن يلعب داخلـي سامـريّـه..
ورجعت لـدروب الشقـا قبـل عاميـن
ما أدري مـن اللـي صـار فينـا ضحيـه
طارق السامرائي