مقالات

الاستسلام لليأس يعني الموت

الدكتور صالح نجيدات

عند حدوث موت انسان عزيز , وعند حدوث المصائب والمحن في حياة الانسان فإنه يصدم من هول المصيبة , وأول شيء يتبادر للنفس هو الاستسلام واليأس و يرى الدنيا بمنظار أسود ، عندها يهيئ للانسان بأن الحياة توقفت وانتهت ويرى المستقبل لا شيء، ويكون في دوامة لا يعلم نهايتها ، وان العوائق جدران تغلق عليه ويشل حركته وتحرمه من رؤية أي شيء إيجابي بالحياة وتحرمه من رؤية السماء ومن الحرية ومن الحياة، ما العمل؟ هل يستسلم ويعيش الانسان في هذه العزلة والظلمه والاختناق ام ماذا عليه العمل ؟ , هل يستسلم لليأس والقنوط ؟ أم يحاول أن يهدم تلك الجدران حتى يستطيع أن يرى ما يريد وأن يصبح حرا ؟ تعزية الناس لاهل الفقيد , والايمان بالقضاء والقدر خيره وشره , والصبر , يغير الاحوال بعد فترة من الزمن ويستوعب الانسان ما حدث وتمر الايام وتتغير الاحوال وتسير الحياة بدون توقف .
هما خياران ليسا بيد الغير هما فقط بيدك أنت الذي فقدت عزيز عليك ، أنت وحدك من يستطيع أن يختار وأنت من يحدد طريقة حياتك، إن اخترت الخيار الأول الاستسلام لليأس فأنت اخترت الحياة التعيسة البغيضة، تحياها بروح ميتة وجسد أهلكته الأوهام والأوجاع والأمراض، ستكون حياتك موتا بطيئا مؤلما مزعجا، أما إن اخترت الخيار الثاني وهو التغلب على الحزن واليأس فأنت اخترت الحياة بروح جديدة جميلة وسعيدة ، ولكن حتى تصل لتلك المرحلة يجب أن تعلم بأن التأقلم مع المصائب والعوائق ليس سهلاً، وبنفس الوقت ليس صعباً أو مستحيلاً، يعتمد في نهاية الأمر على قوة ايمانك و عزيمتك وإصرارك، التأقلم بين ليلة وضحاها أمر مستحيل يجب أن تعي هذه النقطة جيداً، بالصبر والروية والحكمة والإصرار ستصل للمراد، وتتبدل حياتك ستتعلم كيف تنتج وتصبح شيئاً فعالاً في حياتك وحياة غيرك، ستصبح انساناً حقاً يعيش الحياة، ويجب أن تفهم بأن الاستسلام لمصاعب الحياة وللمصائب هو الموت بعينه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق