مقالات

أرحم امّك “رحمك الله” رياض هبرات-كفركنا

كم هي رخيصة حقيرة هذه الدنيا، لا تساوي جناح بعوضة، يأتيك ملك الموت ويطلب منك الغالي العزيز ألا وهي “الروح” فيأخذها ويمضي ويترك لامك جسدا ممزقا أشلائه، فتصرخ أمك وتهتز المملكة من صراخها ابني, حبيبي, كبدي, مهجتي,روحي ماذا بقي لي بعدك …….. وتنهمر العبرات وتجتمع الجارات،ويعلو العويل . ماذا فعلت أيها الميت الصغير لامك …أبقيتها أشلاء ممزقة كأشلائك ،ولكنها ليست كأشلائك التي سيأكلها الدود, بل أشلاء تبقى ممزقة تعاني وتتألم بعد رحيلك لكل العمر.


أيها الميت الصغير لقد أخذتك آلة الموت قبل سابق إنذار،لقد اقتطفتك هذه الآلة اللعينة، ونحن نؤمن بالحق المكروه،ولكن الآلة اللعينة أكرهتنا على فراقك،فتبا للآلة اللعينة .
آه لو تعود أيها الميت الصغير لدقيقة واحدة كي ترى أمك من بعدك حتى تدرك حنين أمك إليك،آه لو تعود لترى عذاب أمك ،دموع أمك،لوعة أمك من بعدك أيها الميت الصغير،,آه لو تعود لدقيقة واحدة لتكتشف بأنك ذهبت إلى غير رجعة بثمن رخيص، طيش الشباب، الجهل، السرعة،العبث،اللامبالاة،التهور.


آه لو تعود لدقيقة واحدة لترى أمك ترثيك،لترى كومة ملابسك التي تركتها تذكارا لامك وقد وضعتها أمك إمامها وأنزلت أحر العبرات من عينيها،آه لو ترى أمك تشم ثيابك من بعدك، ماذا عساك تفعل أيها الميت الصغير.
آه لو تعود لدقيقة واحدة عند المساء حين تجتمع العائلة حول المائدة ينظر احدهم للآخر وتنظر أمك إلى أفراد اسرتها واحدا واحدا حتى تصل إلى موضع جلوسك على المائدة فلا تراك, فتنزل ملعقة الطعام من فمها وتضعها على المائدة لتنزل عبرات دموعها على خديها ومن ثم على شرشف المائدة ليحترق من حرارة دموع أمك,فما الذي فعلته بأمك أيها الميت الصغير
آه لو تعود لدقيقة أيها الميت الصغير لترى امك عندما يتحضر الناس للعيد وترى الأمهات يحضرن الكعك والحلويات ويشترين لأبنائهن افخر الثياب ولا ترى أمك تتحضر لاستقبال العيد،فتراها تقبع في غرفتها تبكي وتنتحب على فراقك وبعدك،فما الذي فعلته بأمك أيها الميت الصغير.
آه لو تعود لدقيقة أيها الميت الصغير عندما يمر موكب زفاف عريس من أمام بيتكم،لترى أمك كيف تنظر عبر الشباك تتحسر وترتقبك وتتمناك أن تكون عريسا يزف على ظهر الخيول أيها الميت الصغير فترى ماذا فعلت بأمك أيها الميت الصغير .

اه لو تعود لدقيقة واحدة فقط وذلك عندما يأتي المساء ويسكن الليل لترى أمك تدخل إلى غرفتك تتحسس مكان نومك، تنتظرك لتعود وتنتظر وتنتظر فتجهش بالبكاء والذي ستنهض من قبرك لسماعه،فعساك ماذا فعلت بأمك ايها الميت الصغير.
آه لو تعود دقيقة لترى أمك وترى أمك وترى أمك من بعدك،هل تستحق أمك كل هذا حتى تهدم لها ضحكتها وحتى ابتسامتها وهي مسرورة بعودتك من المدرسة أو من الجامعة أو حتى من العمل .
نعم فانا سحبت أشلائك من حطام هذه الآلة اللعينة أيها الميت الصغير,أسدلت الستار على وجهك،تألمت كثيرا عليك،لقد أصبحت الان في عداد الموتى ،سيدفنك اهلك وأصحابك اليوم أو غدا،سينساك الجميع في يوم من الأيام،ولكنها لن تنساك مدى الدهر، إنها أمك أيها الميت الصغير والتي أتت تبحث عن ابنها داخل حطام هذه الآلة القاتلة اللعينة فلم تجده واشتمت رائحة دمك داخل اللعنة فضربت الآلة اللعينة برجلها وبالحجارة وصرخت ابني …ابني فماذا فعلت بأمك أيها الميت الصغير.
والى كل الصغار،الشباب، الرجال،الإبطال الذين سيصبحون أمواتا مع هذه الآلة القاتلة آلة الموت المقيتة، سواء أكانت سيارة،أو دراجة نارية،أو دراجة هوائية، أو تراك تورون أقول لهم :
أبنائي وإخوتي الأعزاء, هذه الآلة خرساء صماء عمياء مجنونه،أنت يا من تجلس خلف المقود أنت لسانها وأنت أذنها وأنت عينها وأنت عقلها . فلا تكن لا مباليا فسينتهي بك المطاف تحت التراب،وان كنت سعيد الحظ سينتهي بك المطاف إلى قسم العجزة،وسينساك الجميع سينساك أصحابك،أقربائك،إخوانك،ربما أبوك ولكن هل سينساك قلب أمك . فرفقا بأمك ارحمها قبل أن تفعل هذا يرحمك الله.
أنا رياض هبرات أتمنى لجميع السائقين السلامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق