خواطر

بائع الارتيك.

جمال شدافنة

لا احتاج الا الى ومضه تنير القلب واصوات تثير نفحات من اجواء العيد في حارتنا فتهب في نفسي نفحات من ذكريات
ويتحرك القلم ليحكي عن زمان قد ولى وانقضى وذكرى ايام مما مضى .
فتركت اثرا وعلمت عبرا وكلما اقبل العيد تعود الصوره من جديد .
سياره تجوب شوارع القريه وتصدح بتكبيرات العيد كانت كافيه الى اعاده تلك المشاهد من مسرح الحياه .
هاهي سياره تتوقف وسط الحاره وينزل عبد الله يحمل صندوقا خشبيا على كتفه ويرتدي مريولا ذو جيب كبير يضع فيه النقود ..
وصدى صوته يجلجل في الحاره بعباراته المميزه (بوظه بوظه )! (عيط لامك يا ولد) (تعا بورد يا مشوب )فيتحلق الاولاد حوله والبنات يتقدمن بخجل وعلى اكتافهن حقائب صغيره
ها هو يعبأ لهم القموع بخفه ومهاره ويحرك النقود المعدنيه داخل الجيب .
يبدوا انه يطرب لرنينها !!
وينتقل عبد الله الى الحارات الاخرى ورويدا رويدا ينخفض صوته ثم يتلاشى .
ونجوب الحارات نتفرج على البسطات فهذا يبيع الالعاب وذالك يبيع الذره وتختلط الاصوات .
ودائما ما كنت اتسائل لماذا يختلف هذا اليوم عن الايام الاخرى من ايام الله .
القريه هي نفس القريه والحاره نفس الحاره الشمس ذاتها والجبال والاشجار لم تتغير في ذاتها ولكنها تغيرت في انفسنا
فنحس بفطرتنا انها تلبس ملابس جديده زاهيه كملابسنا
وكأنها تعيد معنا!!
فنحس بفرحه طفوليه عارمه .
فننظر الى الرجال يجوبون الحارات زرافات زرافات
يعيدون على ارحامهم وجيرانهم وصوت نعالهم الجديده يصدر اصواتا تختلط باصوات الصخب والجلبه من المسدسات والالعاب.
ويمر اليوم مسرعا.
وتهب نسمات الغروب وتنحدر الشمس نحو الافق يزينها الشفق الأحمر وتبدأ ليله العيد لا نريد ان ننام انها ايضا ليله ليست مثل باقي الليالي .
وتمضى السنين وتتقلب الفصول ولا زال عبد الله يبيع في قريتنا في شهر رمضان من كل عام وقد غزا الشيب شعره ولحيته
وسطرت الايام تجاعيد وجهه وكأنها تحكي قصه الشقاء والتعب .
واختفى الصندوق الخشبي .
وجلس الى جانب ولده في سياره علقت عليها سماعه صغيره يصيح فيها على انواع الحلوى المختلفه وعجينه الكنافه من المدينه المجاوره .
من خواطري

من خواطري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق