شعر وشعراء
تنعى الشُّهداءَ / حسين جبارة
الطِّفلُ بغزَّةَ لا يركعْ!
لو أفطرَ معْ قصفِ المدفعْ
لو طالَ اللَّيلُ لناظرِهِ
أو هزَّ الغفوةَ في المهجعْ
لا يبكي الطِّفلُ بِأوطاني
بالحلمِ تَسلَّحَ لا يخضعْ
يُلقي الطيَّارُ حُمولتهُ
كي ينثرَ موتًا أو يردعْ
صاروخُ العصرِ يُوَجِّهُهُ
والبُنْيَةَ يمحو والمصنعْ
للشبلِ حُضورٌ في بلدي
وأصولُ العشقِ مِنَ المنبعْ
الهاشمُ في غزَّةَ جَذرٌ
و”الدُّرَّةُ “يضرعُ لا يصدعْ
الطِّفلُ – يسوعُ – ترانيمٌ
أجراسَ العدلِ غَدًا يقرعْ
والأُمُّ الثَّكلى في جَلَدٍ
تَنعَى الشُّهداءَ ولا تدمعْ
المِعياريَّةُ تفرقةٌ
بِخِطابِ الغربِ ومن يتبعْ
إن ماتَ الطِّفلُ بأحيائي
لا مَنْ يدري لا مَنْ يسمعْ
الشَّمسُ تُحالفُ مَنْ يسخو
إصرارًا في الباحةِ يزرعْ
للزَّهرِ خُلودٌ في ساحي
يتجاوزُ نحلًا إذْ يلسعْ
يتجاوزُ عصفًا أو هدمًا
يتعدَّى آفةَ مستنقعْ
المجدُ لِأجيالٍ صَمَدتْ
في وجهِ العادي والبَلْقَعْ
والحُبُّ لِأشبالٍ تحميْ
بالجُرحِ الدّامي لا تُفْجَع
طفلٌ في غزَّةَ لا يفزعْ
يحيا الإيمانَ بِهِ يسطعْ
للسّلمِ مُحمَّدُ كم يدعو
لِشهيدِ البيتِ غدًا يشفع
حسين جبارة 2014