منوعات

أنا أنسى هاتفي كثيرََا

ورغي نجلاء

أنا أنسى هاتفي كثيرََا وأظن انها تعلم بخصوص الفتيات اللاتي أحدثهن لا يعقل أن هناك إمرأة في كل هذا العالم لا يعتريها الفضول بخصوص هاتف زوجها لكنها لا تقول شيئا رغم أن كل مرة أنسى فيها هاتفي أعود إلى البيت متوقعا أن تنفجر بوجهي كقنبلة في اللحظة التي افتح فيها الباب أو ربما لا أجد من ريحها شيئا سوى آثار الرحيل لكنها تقابلني بابتسامة وسؤال عن يومي أظنها لاحظت الشفاه على ياقة قميصي فأنا مجرم فاشل لا يعرف كيف يخفي آثار جريمته أو ربما لا يكترث للدرجة التي تجعلني حذر من أن ينكشف أمره، أذكر تاريخ زواجنا لكنني أتظاهر بنسيانه وهي تهديني في كل سنة ساعة أو قميصا جديدا لكنني لا اكلف نفسي إقتناء هدية رمزية كي أُدخل على قلبها السعادة اللحظية قبل أن أفطره غدا ، أنا زوج سيئ لكن ذلك لا يجعل منها سوى زوجة أفضل إنها تقابل إهمالي بمزيد من الإهتمام أنا على ثقة أن بعض الرجال يُقتلون أو يقتلون من أجل إمرأة كهذه لكنني أضعها على الرف مثل كأس نحاسي فزت به منذ سنوات في بطولة تَغيب عنها كل المنافسين لست أفخر به وليس يقيه من سلة القمامة سوى خوفي من أن لا أجد له بديل يأخذ مكانه على ذلك الرف.
لقد عدت إلى البيت اليوم لم أجدها تنتظرني كالعادة ولم أسمع صوتها وهي تدندن لحن أغنيتها المفضلة في المطبخ ناديت بإسمها لكنها لم ترد دخلت غرفة النوم فوجدتها هناك معلقة في السقف دون حراك دون إبتسامة تزين وجهها الجميل لقد نال منها ذلك الحبل المربوط الى عنقها ، لا لقد نلت منها أنا لقد قتلتها طوال تلك السنين في اللحظة ألف مره كانت هناك ورقة ملقاة على السرير كتب عليها ” ارجو أن تسامحني لأني لم أعرف كيف أجعلك سعيدا ”
المضحك في الأمر إني لأول مرة سألبس بدلتي السوداء التي اشترتها لي زوجتي في عيد ميلادي هي مناسبة لي تماما لكنني لم ارتديها قبلا كي لا اجعلها تشعر أنها فعلت شيئا جيدا كنت أبخل عليها حتى بهذا الشعور سأرسم دمعة على خدي وأقف هناك اتلقى التعازي وكلمات المواساة وسيشفق الحاضرون على حالي. 🩶

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق