ثقافه وفكر حر
اسرى العزة والكرامة شعر خليل عمرو
أَسْرَى العِزَّةِ وَالكَرَامَةِ
أُنَادِي نَاضِـدًا حُلْـوَ الكَـلاَمِ // أُحَـيِّ ثُلَّـةَ الأَسْـرَى الكِـرَامِ
وَأَدْعُـو اللهَ إِذْ أَجْثُـو أُصَلِّــي // يُحَرِّرُ أَسْرَهُـمْ رَبُّ الأَنَــامِ
بِـدَارًا جَاهَـدُوا بِسَبِيـلِ رَبٍّ // لِتَحْرِيـرِ البِـلاَدِ مِـنَ اللِّئَــامِ
فَمَا قَعَـدُوا وَمَـا وَلَّـوْا فِرَارًا // بِإِقْـدَامٍ عَـدَوْا صَوْبَ الحِمَـامِ
فَإِحْـدَى الحُسْنَيَيْنِ لَهُـمْ نَصِيبٌ // وَمَـا لِعَدُوِّهِـمْ نَيْـلُ المَــرَامِ
وَيَرْجُـونَ الشَّهَــادَةَ مُقْبِـلِينَ // فَشَـاءَ أُسَارَهُمْ دُونَ الـزُّؤًامِ
فَشَـدَّ القَيْـدُ أَحْـرَارًا أُبَــاةً // غَدَوْا بِالسِّجْنِ أَبْطَـالَ الصِّـدَامِ
فَمَـا التَّعْذِيبُ أَرْهَبَهُـمْ فَخَلَّـوْا // وَلاَ مِـنْ سَـوْمِ أصْنَافِ انْتِقَـامِ
فَقَامُـوا مُضْرِبِينَ بِدُونِ خَلْـفٍ // وَشَدُّوا العَـزْمَ رَفْضًـا لِلطَّعَـامِ
فَسَاءَ الخَصْمَ أَنْ هَبُّـوا جَمِيعًـا // فَحَـاوَلَ جُهْـدَهُ زَرْعَ الخِصَـامِ
فَبَاءَ بِخِسَّـةٍ مَـا نَـالَ شَيْئًـا // فَغَـذَّوْا عَزْمَهُمْ دُونَ انْقِسَـامِ
فَأَذْهَلَ خَصْمَهُـمْ وَعَصَى عَلَيْـهِ // لِيُـدْرِكَ فَهْمُـهُ مَعْنَى اعْتِصَـامِ
فَكَيْـفَ لِمِثْلِـهِ نَـذْلٍ لِيَدْرِي // مُقَارَعَـةَ الأَعَـازِلَ لِلْحُسَــامِ
فَإِدْمَـانُ القُعُـودِ لَـهُ مُسَمًّـى // وَرَمْـزٌ لِلنُّكُـوصِ بِكُـلِّ هَـامِ
وَعَاشَ بِسُخْـرَةٍ فِي كُـلِّ أَرْضً // سَبَــاهُ حَظُّـهُ دُونَ اصْطِـدَامِ
حَرِيـصٌ دَائِمًـا يَبْغِـي حَيَـاةً // وَلَـوْ كَانَتْ بِـذُلٍّ لاَ احْتِـرَامِ
فَكَيْفَ وَهَالَـهُ يَلْقَـى أُسُـودًا // لِلاِسْتِشْهَـادِ إِقْــدَامَ الهَيَــامِ
أَمَنْ رَامَ الشَّهَادَةَ كَانَ يَخْشَى ؟؟ // قُيُـودَ الأَسْـرِ أَوْ كَبْحَ اللِّجَـامِ
لِتَنْظُـرْ لِلأَصِيلِ مِـنَ الحِصَـانِ // يَصُولُ مُلَجَّمًـا وَسَطَ الزُّحَـامِ
بِمَعْرَكَـةٍ بِهَـا طَيْـرُ المَنَايَــا // يَـرِفُّ مُحَلِّقًـا فَـوْقَ الغَمَـامِ
وَفِيهَـا المَـوْتُ وِرْدًا مُسْتَطِيـرًا // لَيَحْصُدُ بِالأُلَى حَصْـدَ الْتِهَـامِ
تُرَى هَلْ هَالَهُ ضَرْبُ السُّيُوفِ ؟؟ // تُرَى أَمْ هَالَهُ سَيْـلُ السِّهَـامِ ؟؟
فَأَسْرَانَـا لَجُنْــدُ اللهِ خَيْــلٌ // بَأَمْــرِ اللهِ تَقْحُـمُ لِلأَمَــامِ
فَلاَ دُبُـرًا تُوَلِّـي أَوْ نُكُوصًــا // وَيَنْقَضُّـونَ كَالأَسَـدِ الهُمَــامِ
وَأَمَّـا الخَصْمُ إِحْجَامًـا يُوَلِّـي // يُسَابِـقُ خَطْـوَهُ نَحْـوَ انْهِـزَامِ
وَلَكَـنَّ النِّفَـاقَ طَغَـى كَثِيـرًا // وَصَـارَ مُرَادِفًـا رِدْءَ السَّــلاَمِ
وَأَضْحَى الخَصْمُ وَالأَعْرَابُ رَبْعًـا // قَـدِ انْقَلَبَ العِـدَاءُ إِلَى وِئَـامِ
وَصَـارَ خَيَارُهُـمْ لاَ غَيْرَ سَلْـمٍ // خَلاَ المَكْلُومِ كَـلٌّ فِي انْسِجَـامِ
وَصَاحَ جَمِيعُهُمْ خَلُّـوا شَلِيطَـا // وَاَمَّـا أَنْتُـمُ فَبِـلاَ اهْتِمَــامِ
فَتَعْسَ العُرْبِ مَنْ أَضْحَى امْتِثَالاً // لِسَـانَ الخَصْـمِ يَنْعَـقُ بِالمَـلاَمِ
وَلَيْسَ لَدَيْـهِ مِـنْ خَيْـرٍ إِلَيْنَـا // وَمُنْشَغِـلٌ بِكَيْــلِ الإِتِّهَــامِ
يُبَـرِّرُ لِلْعَـدُوِّ بِكُـلِّ فِعْــلٍ // حَقِيـرٍ سَافِـلٍ وَقِـحَ الكَـلاَمِ
وَيَزْعُمُ مُخْلِصًـا أَنْ شَـاءَ خَيْرًا // يُرِيـدُ بِمَكْــرِهِ ذَرَّ الرُّغَــامِ
تَجَاهَلَ لَيْسَ فِينَـا مِـنْ نِفَـاقٍ // تَنَاسَـى دَأبَنَـا كَشْفُ اللِّثَــامِ
لِثَـامُ المَكْـرِ لاَ يَخْفَـى عَلَيْنَـا // فَلَمْ نَعْهَـدْهُ مِـنْ بَيْنِ الشِّهَـامِ
وَتَارِيـخُ التَّمَلُّـقِ مُسْتَفِيــضٌ // لِحُـبِّ الغَرْبِ يَنْخَـرُ لِلْنُخَـامِ
وَلَـمْ نَشْهَـدْهُ فِينَـا غَيْرَ عَـارٍ // يُلَطِـخُ وَجْهَـهُ أَثَـرُ السُّخَـامِ
أَعُـودُ أَحِبَّتِـي والخَيْـرُ فَـألٌ // لأَهْلِ العِـزَّةِ الأَسْـرَى العِظَـامِ
فَعِزَّتُهُـمْ وَلَيْـسَ لَهَـا نَظِيـرٌ // حَبَاهَـا اللهُ مِـنْ عِـزِّ المَقَـامِ
لِمَـنْ أَحْيَـا سَبِيـلَ اللهِ دَرْبًـا // بِمَـا فِيهَا مِـنَ السُّنَنِ الجِسَـامِ
بِمَا فِيهَـا أَوَامِـرَ قَـدْ تَحَـرَّى // وَيَرْبُـو عِـزَّةً صَعْـبُ المَهَـامِّ
بِمَـا تَحْـوِي نَوَاهِـيَ يَتَّقِيهَـا // وَرَاجٍ عِنْـدَ خَالِقِـهِ التَّمَــامِ
لِمَـنْ يُبْدِيهِ رَبُّ الكَـوْنِ نُـورًا // وَيَحْجِبُ غَيْرَهُ سُـوءُ الظَّـلاَمِ
لِمَنْ يَشْرِي لِجَـلَّ عُلاَهُ نَفْسًـا // وَمُحْتَسِبًـا إِلـَى ذَرْوِ السَّنَـامِ
لَنَشْهَـدُ أَنَّكُـمْ فِينَـا عِظَــامٌ // لَنَشْهَـدُ أَنَّكُـمْ خَيْـرُ الإِمَـامِ
وَنَرْجُو اللهَ أَنْ يُخْلِـي سُجُونًـا // تَئِـنُّ بِفِعْــلِ الآفٍ كِــرَامِ
نَرَاكُـمْ بَيْنَنَـا فَيَكُـونُ عِيـدًا // وَتَرْتَـدُّ اللُّحُـومُ إِلَـى العِظَـامِ
تُحَرَّرُ أَرْضُنَـا مِـنْ كُـلِّ غَازٍ // وَيَنْدَحِـرُ العَـدُوُّ إِلِى انْجِحَـامِ
وَتَخْلُـو أَرْضَنَا مِـنْ كُـلِّ بَاغٍ // تَسَلَّـحَ صَائِـلاً بِابْـنِ الحَـرَامِ
أُوَدِّعُكُـمْ لِرَبِّـي نِعْــمَ وَاقٍ // سَلاَمِـي وَاصِلٌ مِسْـكُ الخِتَـامِ
شعر / خليل عمرو
الخليل – فلسطين
الأربعاء 29 ربيع الآخر 1431
الموافق
14 نيسان / إبريل 2010