مقالات

شـــــــــذرات لغوية / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر ٠

( إعراب و معنى آية )
قال تعالى :
” قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ” ٠
( سورة الأعراف: جزء من الآية ١٥٨ )

أي: عربيكم، وعجميكم، أهل الكتاب منكم، وغيرهم حيث الخطاب يتناول كل الناس جميعا .

عزيزي القاريء الكريم ٠٠
مازال كلامنا موصولا مع حلقات شذرات لغوية لنتعرف في هذه الحلقة عن إعراب و معنى آية من كتاب الله العزيز لنقف على المقاصد و جمال اللغة و سر البيان و المراد من الأحكام قولا و عملا من خلال المعرفة للفظ و المعنى سواء هكذا ٠٠

* أولا – الإعراب:
==========
(قل) فعل أمر مبني على السكون و حذفت الواو لالتقاء الساكنين ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ٠
(يا) حرف نداء ٠
(أيّ) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب ٠
و(ها) زائدة حرف تنبيه لا محل له من الإعراب ٠

(الناس) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا- أو عطف بيان- ٠
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ ٠
(رسول) خبر إنّ مرفوع ٠
(اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ٠ (إلى) حرف جرّ ٠
و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (رسول) ٠
(جميعا) حال منصوبة من ضمير إليكم ٠

* ثانيا – المعنى العام :
=============
يأمرُ اللهُ نَبيَّه محمدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يقولَ للنَّاسِ جَميعِهم: يا أيُّها النَّاسُ، إنِّي رسولُ اللهِ إليكم كُلِّكم، الذي له وحدَه مُلكُ السَّمواتِ والأرضِ وما فيهما، لا معبودَ بِحقٍّ إلَّا هو وحدَه، بِيَدِه وحدَه إحياءُ الخَلقِ وإماتَتُهم، فآمِنوا- أيُّها النَّاسُ- باللهِ ورَسولِه مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، النَّبيِّ الأمِّيِّ، الذي يؤمِنُ باللهِ وكَلِماتِه، واتَّبعوه؛ لعلَّكم تهتدونَ.

و النبي محمد صلى الله عليه و سلم نذيرٌ للعالمين، ورسول إلى جميع الثَّقلين: الجنّ والإنس، والقرآن كذلك أُنزل للجميع: للجنِّ والإنس، والعرب والعجم، فهو رسول الله إلى الناس جميعًا، والقرآن هو توجيه الله وكلامه إلى الناس جميعًا.

و من ثم فالواجب على جميع الثَّقلين: جنّهم وإنسهم، عربهم وعجمهم، ذكورهم وإناثهم أن ينقادوا لما جاء به، وأن يُصدِّقوا رسالته، وأن يستقيموا عليها حتى يلقوا ربَّهم؛ لأنَّه -عليه الصلاة والسلام- بُعِثَ إليهم جميعًا ٠

نعم فإن محمد رسول الله صلى الله عليه و سلام – مبعوث إلى جميع الخلق .
وقال طائفة من اليهود يقال لهم العيسوية وهم أتباع عيسى الأصفهاني : إن محمدا رسول صادق مبعوث إلى العرب . وغير مبعوث إلى بني إسرائيل .
و لكن هذه الآية الكريمة أكبر دليل على إبطال و دحض قولهم و صدق رسالته الخاتمة كما في هذا النداء العام في هذه الآية ( ياأيها الناس ) خطاب يتناول كل الناس .

و الخلاصة :
إن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم مبعوث للعالمين نذير و بشير و رحمة و هاديا إلى الصراط المستقيم و معه معجزته الخالدة القرآن الكريم الذي فصل كل شيء للناس في بيان حتى لا يكون للناس حجة على يوم القيامة ٠

و بعد هذا العرض الموجز لبيان الخطوط الرئيسة لهذه الآية الكريمة من خلال الإعراب و المعنى العام حتى تتضح لنا المقاصد و الأحكام من خلال اللغة و النحو و البلاغة و التفسير ٠٠
كي تعم الفائدة المرجوة من وراء هذا الطرح الميسر دائما ٠
و على الله قصد السبيل ٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق