مقالات
قراءة في كتاب القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة (6)
بقلم: د. محمّد طلال بدران -مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلاميّة-
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
* مشاريع موريس بوكاي
وضع العلامة موريس بوكاي أمامه ثلاثة مشاريع جميعها تتناول رحلة الإيمان وحقيقة الإيمان في ضوء العلم الحديث وأول هذه المشاريع كان:
كتاب: (الكتب السماوية في ضوء العلم)
وأجاب في هذا الكتاب على سؤاله الذي حيره في طفولته الأولى، (هل العلم مع الإيمان أم أنه ضد الإيمان؟) وقد تمت ترجمة هذا الكتاب تحت عنوان: (القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم)، وهو عبارة عن مقارنة موضوعية في عدد من القضايا الجيولوجية، والطبية، والفلكية، وغيرها من العلوم البحتة، في ضوء الكتب المقدسة الثلاثة: (التوراة، والإنجيل، والقرآن)، وما يقوله العلم، ويخلُص الكتاب بطريقة علمية خالصة لا محاباة فيها ولا تحيّز لأي كتاب منهم، وقد اعتمد فيه على الاستدلالات المُضنية، والتأملات الدقيقة التي لم يصل إليها أحد حتى من المفكرين المسلمين المعاصرين وتوصل إلى أنّ: (الرؤية القرآنية هي الأقرب إلى العلم، وأن العلم يصدق ما في القرآن، ويكذب كثيراً مما في التوراة والإنجيل!).
– بالرغم من أن هذا الرجل يبدي احتراماً كبيراً للكتابين المقدسين السابقين، التوراة والإنجيل إلّا أنه بالرغم من ذلك فإنه ينتقدهما لأنهما يتناقضان مع بعضهما في الكثير الكثير من المواضع وما فيهما من مواد.
– وأما مشروعه الثاني: فكان كتاب: (ما هو أصل الإنسان؟) والذي تمت ترجمه تحت عنوان: (أصل الإنسان بين العلم والكتب السماوية)، وهو من جديد يستعرض تصور الإنسان لأصله مقارنة بالتوراة والإنجيل والقرآن، في ضوء العلم الحديث، ويعتبر هذا الكتاب مذبحة حقيقية لنظرية دارون، (التطور، والتي جاءت في كتابه أصل الأنواع)؛ -وعزا فيها أن أصل الانسان يعود إلى سُلالة القرود..- ويعتبر كتاب موريس بوكاي أقوى من رد على دارون بعد (هارون يحيى التركي)، وفيه المزيد من أِضعاف اليقين بالتوراة والإنجيل، والمزيد من تقدير القرآن، وتقوية اليقين به.
– وأما مشروعه الثالث والأخير: وهو المشروع الأقوى، والأكثر نُضجاً، وهو: (موسى وفرعون)، وهو الطريق إلى الإيمان أكثر من غيره؛ لأنه ختم به مسيرة حياته وعمره… وأما المزيد من المثير مع هذا العالم الفذ فأتركه لمقالة الغد وما بعدها بمشيئة الله فكونوا على موعدنا المتجدد بارك الله فيكم.
– مقالة رقم: (1595)
28. شوال. 1445 هـ
صباحكم طيب، ونهاركم سعيد
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)