مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية المعلمة والشّغالة التي خربت بيتها قصة حقيقية فيها عبرة لا تدخل غريبا لا تعرفه لبيتك (الحلقة 2 والأخيرة )

Anis Ben Hali

يوم السّفر ذهبت المعلمة مع الشغالة الى السوق لشراء هدايا لها ولاقاربها ،وأخذت لها كلما إشتهته نفسها. في المساء ،دق جرس الباب فإذا بها الشغالة الجديدة التي أرسلتها وكالة الخدمات، وكانت تنظر باستغراب لكثرة الهدايا والاغراض التي تحملها زميلتها التي ستسافر هذه الليلة ،تعجبت المعلمة لما رأت بالشغالة الجديدة تلتفت يمينا ويسارا ،ثم تهمس لها لدي كلام اريد ان اقوله لك فقادتها لغرفتها ،وهي تشعر بالقلق وأغلقت الباب ورائهما قالت الشّغالة :لا اعرف من أين سأبدأ، ولكن اخبريني هل كان لديك من قبل أطفال فقالت لها المعلمة :نعم طفلان. وقد توفيا. سألتها الفتاة: وهل تعرفين سبب موتهما ؟
انقبض قلب المعلمة ،وقالت لها بحدة :اخبريني ما الذي تريدين قوله ؟أجابت الفتاة: أنا أعرف المرأة التي كانت عندك ،وكنّا نعمل معا في المستشفى لمّا كنا في الفليبين ،وفي أحد الأيام سمعنا عن عرض عمل للعناية بالأطفال في السعودية فقررت عدد من الممرّضات السفر، رغم حرارة الطقس والإشاعات عن سوء المعاملة، فالأجر هناك أحسن والمعيشة أفضل. وفي البداية كانت تلك المرأة مرحة لكن في أحد الأيام أجبرتها صديقتها في العمل أن تظل مستيقظة طول الليل ،بعد أن ذهبت للسهر ،ولم تأت في موعدها لتعويض زميلتها وفي الصباح أجهضت جنينها الذي كان في بطنها بسبب التعب ،،وعانت لشهور من كآبة شديدة ،ولما حملت صديقتها، وأنجبت طفلا ،وجدوه ميتا بعد ثلاثة أيام ،وكانت المرأة تلك الليلة آخر من إقترب من الطفل قبل موته ، وتم إتهام تلك المرأة بقتل الطفل ،وبعد التحقيقات لم يثبت ضدّها شيئ ،وتم نقلها إلى قسم ثاني لا تقابل فيه الأطفال ،لكنّ إدارة المستشفى أخفت بعض الأدلة للحفاظ على سمعتها ، ،ثم إنقطعت عني أخبارها حتى رأيتها اليوم تخرج من عندك محملة بالهدايا ،ولقد عرفتها على الفور رغم التغيير الذي طرأ على هيئتها
سألتها ربة الدار لكن التقرير كان يقول أن الوفاة طبيعية ؟ردت الشغالة في بلدنا هناك أعشاب لا تنمو إلا عندنا وبعضها سام لا يترك أثرا ،طلبت المرأة من الشغالة الجديدة الإنصراف بعد أن دست في يدها ورقة مالية كبيرة ،وقالت لها لو إحتجت إليك سأناديك ،ثم أمسكت برقبة الشغالة القديمة وقالت لها هل صحيح أنك قتلت أبنائي ،ولماذا هل أصبح القتل لعبة لديك وعلا الصياح ،ولما حضر الزوج وسمع الحكاية حملها للشرطة وهو يصيح: حسبنا الله ونعم الوكيل لكن الشّغالة لعبت دور الضّحية واتهمتهم بأنهم فعلوا ذلك لكي يطردوها دون دفع أجرتها ،ورفعت عليهم دعوى بالعنف ،وطالبت بالتعويض ،ولم يقدر الزوج أن يثبت عليها شيئا ،واضطرّ إإلى إعطائها عشرة آلاف ريال سعودي، واعتذر منها ،وجمعت كلّ الهدايا التي إشتروها لها ،ثم ركبت تاكسيا إلى المطار،وقد أصبحت عينيها ضيّقتين من شدّة الحقد ،لكن الشّغالة لم تنتبه أنها حين تعاركت مع المرأة هناك كيس صغير تخفيه في حقيبتها اليدوية قد تمزّق ،وتناثر محتواه ،وكانت تلك العشبة السّامة التي قتلت بها الأطفال الثلاثة دون أثر ،وحين مرت بالجمارك جرى نحوها أحد الكلاب البوليسيّة ،وبدأ يتشمّم الحقيبة، ولمّا سألها الأعوان عن تلك العشبة قالت لهم أنها دواء لمعدتها ،فقال لها أحدهم إذن لن يحصل لك شيئ إن أكلت منها ،فرمت الحقيبة، وصاحت :لا أريد ،فأوقفوها ،ومنعوها من ركوب الطائرة .
وبعد أيّام جاءت نتيجة التحليل وثبت أن ما تحمله معها سمّ يؤدي  لتوقف القلب ،وبالتالي تظهر الوفاة طبيعية ،وقال الأطباء: أن ذلك يمكن أن يفسّر الموت الغريب للولدين .أرسلت الشّرطة الشّغالة للفلبين لتقضي عقوبة بالسّجن المؤبد ،وتمّت محاكمة المستشفى الذي كانت تعمل فيه ،واسترجع الزوج ماله الذي دفعه والهدايا ،أما المعلمة فاستقالت لتربي ولدها الثالث ، لتكن هذه الحكاية عبرة للواتي يتركن صغارهن في أيدي أجنبيات عن بلادهن ودينهن ،وكم من طفل سيموت قبل أن يتوقفن عن إهمال بيوتهم وتركها للغرباء ..
.

حكايات زمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق