اخوتي الأعزاء : نحن نعيش في ظروف صعبة تمر فيها بلادنا من حرب وعنف وأوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة تشكل ضغوطات نفسية علينا ولها تأثير مباشر على مزاج كل واحد فينا, وفي هذه الظروف تلعب الأسرة من الاخوة والاقارب والأصدقاء دورا مهما في تخفيف الضغوطات النفسية وبالذات دور الزوجة التي يتوجب عليها ان تكون عونا لزوجها وداعمه له , والعكس صحيح فهي عملية تبادلية, ويأتي ذلك من خلال توفير سبل الراحة والكلام المعسول الطيب الذي يضفي على النفس راحة وهدوء وسكينة ويخفف من الضغوطات النفسية .
الاخوة الأعزاء ,الله خلقنا من مشاعر وأحاسيس وغرائز وشهوات تحتاج بشكل دائم إلى الإشباع العاطفي والنفسي والروحي وفقا لمنظومة أخلاقية وسلوكية مستمدة من قيمنا الدينية والعادات والتقاليد, ولذا يجب الترويح عن النفس التي تساهم بشكل أو بآخر في سعادة الفرد وتفريج الهموم ودعمه معنويا في ظل الضغوطات النفسية التي تسبب التعب النفسي والاكتئاب واحيانا اليأس, لذا اخرجوا لتفسح مع من تحبون ولا تبقوا منغلقين على انفسكم , فالعزلة عن الناس تسبب لكم الافكار السوداوية والافكار السلبية .ونصيحه اخرى لكم لا تشاهدوا ما يبث في محطات التلفاز باستمرار حفاظا على نفسياتكم من الاكتئاب والامراض النفسية لهول المناظر التي تبث وذلك تصديقا لقول امير المؤمين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ان النفس متقلبة حتى في العبادة قَالَ: ” إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالًا وَ إِدْبَاراً فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَى النَّوَافِلِ وَ إِذَا أَدْبَرَتْ فَاقْتَصِرُوا بِهَا عَلَى الْفَرَائِضِ).
ان الضغوط النفسية وهول الاحداث التي تحدث في هذه الحرب تشيب الاطفال وتجعلهم يهرمون قبل الاوان , وبالتالي من المهم الوعي لهذه الضغوطات من خلال تعزيز الثقة في انفسنا والايمان بالله والدعم المعنوي المتبادل مع من حولنا من اهل واصدقاء حيث من شأنه ان يخفف من الضغوطات النفسية .
الدكتور صالح نجيدات