ثقافه وفكر حر

همسات عيد بأيةِ حالٍ / فاطمة اغبارية ابو واصل

همسات عيد بأيةِ حالٍ

كان العيد في الماضي ذلك الشعور الرائع بالتكاتف الاسري والاخوي ..الكل ينتظره بلهفة اللقاء مع الاهل والجيران . كانوا يجتمعون عند الأب او الاخ الأكبر بأحاسيس تسودها المحبة والالفه
ومن حولهم الاطفال ينتظرون بلهفة وقت الانطلاق للتهنئة بالعيد فرحين بملابسهم الجديدة التي لربما كانوا ينامون وهي بجانبهم ينتظرون صباح العيد السعيد ينتظرون قرع طبول الانطلاق للاعمام والاخوات. والجيران وهم بأبهى  زينتهم ينتظرون العيديه .
كانت الناس  تعيش البساطة يسودها الفرح  يملوء قلوبها المحبة  كانوا يشعرون بفرحة غاكرة عندما يلبون طلب الأطفال ولو بشيء بسيط .
العيد من  الصباح حتى المساء هو لقاء الاحبه والاهل والاصدقاء ..
لم نسمع  بقاطعي  رحم  بل انه اليوم الذي ينتظره البعض منهم حتى يسلم او يتسامح مع من هو مختلف معه
اما اليوم فشتان بين الماضي وبين تلك الحاضر . لمن يتفكر ويرجع للماضي ويستمع الى اعيادنا من الاجداد والاباء والامهات
ها نحن نرى الحروب في كل مكان جوع وتشريد .
ها نحن نرى ان الجار لم يعد يدخل لجاره لانه نائم او غادر في رحلة
العيد تحول الى العاب وملاهي …وسفر ونسينا الحظ الأوفر. من من فضائل العيد. المحبة والمودة وصلة الرحم .

فحَياةٌ بلا عَطاءٍ ، كشجرةٍ بلا ثِمار .
والعَطاءُ لا يقتصِرُ على مكانٍ أو زمانٍ ،اترُك أثرًا طيِّبًا ، وضَع بَصمةً نافعةً
فأينما كُنتَ أكثر من العطاء.
الأطفال تغيرت ملامح العيد لديهم تغيرت ثقافتهم ،  فاصبحت حتى العيديه ينتظرها لا تدخل البهجة في قلوبهم  ولا ملابس العيد  اصبحت تعني لهم شيئاً
والجار والأخ والابن   أغلقوا  أبوابهم  معلنين  السفر  الى مدينة ترفيهيه حتى يستجم ويرتاح !!
العيد فقد معناه الأصلي تحول من عيد مسلمين الى يوم ترفيهي فقط !! السنا بحاجه لإعادة نظر

السنا نتغنى ليل نهار بأننا اهل التقاليد والعادات لم اختلفت الكثير من هذه العادات والتقاليد التي كانت تعطي للعيد بهجته ورونقه

عودوا الى الوراء لحظه ، فكروا قليلا ..وانظروا الى ماذا تعني السعاده في ذلك اليوم ..فلا  ندري  من  يكون حاضراً العيد القادم.
لي أحباب ، لا يسكنون بقربي ، ولكن يسكنون بقلبي ، يظل شذى ذكراهم يعطر القلب والروح ، كلما نضبت ينابيع المودة في حياتنا .
قال تعالى
﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾

صفاء قلب المرء على أخيه عبادة غالية عند الله ، وهي من أبرز صفات أهل الجنة ، وما أحوجنا إليها !!

جعلنا الله وإياكم ممن صفت قلوبهم،
وحسنت نواياهم،
الاخوات والاخوة الاحبة في الله

إذا سبقتموني بالتهنئة فلعلي أسبقكم بصدق المودة وحسن الدعاء
أسأل الله أن يتقبل طاعتكم
ويغفر ذنبكم
وكل عام وانتم بخير والى الله اقرب

مقالات ذات صلة

إغلاق