مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية جلجامش ونبتة الخلود من الأدب السّومري إنتقام االإلهة عشتار (حلقة 4 )

في اوروك غسل جلجامش شعره الاشعث الطويل وصقل سلاحه وارسل جدائل شعره على كتفيه ولبس حلة نظيفة ولما وضع تاجه, رفعت الالهة عشتار الجليلة عينيها الى جمال جلجامش ونادته: تعال يا جلجامش وكن عريسي ، وهبني ثمرتك ، كن زوجي ،واكون زوجتك, سأعد لك مركبة من حجر اللازورد والذهب, وعجلاتها من الذهب وقرونها من البرونز, وستربط لجرها شياطين الصاعقة بدلا من البغال الضخمة. سينحني لك الملوك والحكام والامراء, وسيقدمون لك الاتاوة من نتاج الجبل والسهل. فأجابها جلجامش: ولكن ماذا يجب علي أن أعطيك؟ أي طعام وأي شراب وأي كساء يليق بالوهيتك؟ أي خير سأناله لو تزوجتك؟ انت! ما انت الا الموقد الذي تخمد ناره في البرد. انت كالباب الناقص الذي لا يصد عاصفة او ريح. انت قصر يتحطم في داخله الأبطال. أنت فيل يتمزق رحله. وأنت نعل يقرص قدم منتعله. أي من عشاقك بقيت على حبه ابدا؟ وأي من رعاتك رضيت عنه دائما؟ واعطاها امثلة على ذلك مثل حبها للأسد ولكنها حفرت للايقاع به. وحبت الحصان ولكنها سلطت عليه السوط والمهماز والسير. وأحببت راعي القطيع الذي لم ينقطع يقدم لك اكداس الخبز ولكنك ضربته بعصاك ومسخته ذئباً. فقال لها اذا ما احببتني فستجعلين مصيري مثل هولاء.
ولما سمعت عشتار هذا الكلام استشاطت غضبا وعرجت الى السماء ومثلت في حضرة ابيها آنو وامها آنتم, فجرت دموعها وقالت: يا أبي ان جلجامش قد عزرني واهانني. لقد سبني وعيرني بهناتي وشروري. وطلبت من اباها أن يخلق لها ثورا سماويا ليهلك جلجامش. وهددت بأنه اذا لم يخلق لها هذا الثور فانها ستحطم باب العالم السفلي وتفتحه على مصراعيه لكي يخرج الموتى ويأكلون مثل الأحياء فيكون عددهم أكثر من الأحياء. وافق اباها على ذلك. وعندما انزلت عشتار الثور السماوي الى اوروك, نزل وهو ينشر الرعب والفزع, وقضى في اول خوار له على مئة رجل ومن ثم مئتين وثلثمائة وفي خواره الثاني قتل نفس العدد, اما في خواره الثالث فهجم على انكيدو, ولكن انكيدو صد هجومه ومسكه من قرنيه وكان صعباً عليه ان يقاوم الثور فاستعان بصديقه جلجامش, حيث قسما بينهما العمل في امساك الثور وجلجامش اكمل المهمة بطعن الثور وقتله. وبعد ذلك اقتلعا قلبه وقدماه الى الاله شمش وسجدا له. ثم جلسا واستراحا
بعد ذلك الفرح حلم انكيدو بأن الالهة جلست اجتماع شورى وقرروا أن ينتقموا منهما لقتلهما الثور السماوي وخمبابا. وبسبب كون جلجامش نصف اله, لذلك الذي سيموت هو انكيدو لأنه بشر. مرض انكيدو بسبب لعنة الالهة وانتهى به الأمر لأن يموت. وحزن عليه جلجامش حزنا كبيرا. وبعد فترة أصبح جلجامش يفكر هو ايضاً بالموت والحياة وأنه ليس خالداً. فقرر أن يبحث عن سر الحياة الخالدة. بعد رحلة طويلة وشاقة وصل إلى جبل ماشو الذ ييحرس الشمس،في شروقها وغروبها وهو يرتفع لعنان السماء وفي الأسفل يلمس صدره عمق الجحيم ،وأمام بوابته يقف الرجال العقارب ينبعث منهم الرعب وفي نظراتهم الموت لم أبصرهم جلجامش إمتقع وجهه ،لكنه تمالك نفسه ووقف قدامهم ولما عرفوا لأن ثلثيه آلهة ،والثلث بشر سأله أحدهم عن سبب مجيئه لهذه الأرض البعيدة فأجابهم أنه يبحث عن أوتنابشتيم الذي دخل في زمرة الآلهة ونال الحياة الخالدة و يريد أن يسأله عن سر الحياة والموت. أجابه أنّه لم يقو بشر على هذا، ولم يستطع أحد أن يجتاز غور الجبل،لكن جلجامش قال له أنه سيتحمل كل المشاق من أجل بلوغ غايته، وفي الأخير فتح له الرجل العقرب البوابة ،فدخل الملك، وكانت الظلمة حالكة، فمشى في النفق حتى أياما وليال ،حتى أحسّ بالريح تلفح وجهه وفي النهاية خرج ليجد نفسه في عابة أشجارها، وثمارها من اللازورد والياقوت ..

يتبع الحلقة 5

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق