مقالات

أعطوا للسلام فرصة

في أي مكان في العالم يوجد شخص واحد أو أكثر يسعون من أجل السلام.
لذلك دعونا نبادر من أجل وضع الأساس الذي يرتكز عليه السلام.
من هنا ومن على هذا المنبر ادعو الجميع نساءً ورجالاً أطفالاً وشيوخًا من أجل دعم مشروع السلام.
كان سالم يقف على المسرح يتكلم ويلوح بيده تارةً وتارةً أخرى يصمت وينظر نحو الجمهور الصامت في الصالة الذي ينتظر من سالم أن يبدأ الحكاية التي تتلخص بذلك الهجوم الإرهابي التي تعرضت له أمريكا سنة 2001
عندما اختطف تسعة عشر شخصا من تنظيم القاعدة أربع طائرات أميركية مدنية، وهاجموا بها نيويورك وواشنطن. صدم المهاجمون طائرتين ببرجي مركز التجارة العالمي في منطقة مانهاتن في نيويورك مما أدى الى انهيار البرجين وضربت الطائرة الثالثة مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قرب واشنطن فيما سقطت الطائرة الرابعة في منطقة في ولاية بنسلفانيا وتحطمت. وكانت حصيلة الهجمات مقتل ثلاثة الاف أميركي تقريبا.
العالم بأجمعه استنكر هذا العمل الاجرامي. قلوب الناس وصلواتهم كانت في ذلك اليوم متجهة نحو كل من كان يعمل في هذا المبنى الذي يحتوي على عدة طوابق منها محال تجارية ومكاتب وعمال الوف من الأشخاص في هذا اليوم خرجوا من بيوتهم حتى يكسبوا قوت يومهم، لم يتوقعوا بأن هذا اليوم سوف يودعون به الحياة
ما أصعب أن تعيش في مكان يفتقر للاستقرار للسلام.
بدأ سالم روايته:
اليوم أيها الجمهور الكريم سوف نتناول اليوم قضية ملحة يمر فيها كل إنسان غاب عن بلده السلام. ولأننا نعيش وقتًا عصيبًا، لذلك يجب علينا أن نتكاتف ونكون قدوة للأجيال القادمة.
فقد كانت اخبار الحرب تتصاعد وتتضخم، وكل شيء حولك يجعلك تشعر بأنك مجرد رقم في لائحة الموتى الذين يقتلون بسبب أو بدون سبب.
نظر سالم نحو الجمهور. وصرح بمكنون فكره، وحتى يشاركه الجمهور أفكاره، عبر عن إحساسه بكلمات بسيطة.
كي يجذب الجمهور نحوه، ولا تتشتت أفكاره. قال لهم بصريح العبارة:
تخيلوا معي لو كان بمقدور كل واحد منا بأن يخرج من نطاق جسده، ويحلق بعيدًا خلف السحاب حيث لا قتال ولا صوت المدافع ولا هدير الطائرات المقاتلة التي تقصف المدنيين دون رحمة أو رأفة.
لكنت وجدت الأرواح تتطاير بشكل يجعلك تشعر بأنك تعيش في جنة السماء حيث الأرواح الطاهرة تطير مخلفة وراءها سحبًا بيضاء. وهذا الشعور يخلق لديك رغبة بأن تترك كل شيء وراءك حتى تنعم ولو بالقليل من الهدوء والسلام.
صفق الجمهور مهللاً لسالم بعبارات الحب التي يستحقها. فهو مثال الشخصية المحبة لزرع بذور الخير. وهذه البذرة زرعها في قلبه والده السيد عاصم عندما كان يقول له:
-يا ولدي اعمل دائمًا على زرع بذور الخير حتى لو لم تجني من فوائدها، هذا غير مهم، الأهم بأنك تعمل هذا الشيء عن قناعة تامة، وتكون الحصيلة بعد ذلك مجتمعًا صحيًا متوازيًا، وهذا الشيء سوف يكون له تأثيرًا كبيرًا على الأجيال القادمة.
لذلك عمل سالم هو ومجموعة من اصدقائه على نشر الكلمة الطيبة من خلال نصوصه المسرحية التي يقدمها للجماهير، التي جاءَت حتى تداوي أرواحًا أصابها اليأس والاحباط جراء أخبار الحرب التي تتصاعد كل يوم وتيرتها، ولا يستطيع أحد لجمها أو انهائها رغم مساعي الصلح التي يبذلها أصحاب الشأن بهذا المجال.
عالمنا مسكين وبحاجة لمن يمسح وجهه بمسحة الحب والسلام.
لذلك يأتي دور المثقفين المبدعين الذين لهما أكبر الأثر في نشر هذه الرسالة التي لا بد أن تصل لكل من هو بحاجة لمكان يستظل به ويقضي بقية عمره بهدوء وسلام.
هيا إذًا حتى ندعم حركات التحرر التي تدعو لعالم خالٍ من أسلحة الموت والدمار الشامل.
وحتى نعيش بجو نظيف يجب أن نشجع مبادرات الخير التي تأتي من ذوي القلوب الرحيمة.
السلام ثم السلام. هيا معًا حتى نزرع بذور الخير..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق