ثقافه وفكر حر

قصة كفاح مصريه (الجزء الاول)

مصر الفرعونيه خلال فتره مهمه فى تاريخ مصر الحبيبه إلى قلوبنا انه عهد الكفاح والتحرير من نير وظلم الهكسوس المحتلين الغاصبين.
أهمية هذه الفتره انها تفصل بين عصر التدهور والاضمحلال والاحتلال وعصر الدوله الحديثه المتقدمه فى كل المجالات. الرحله مجانيه ولمدة دقائق هى وقت قراءتك .
هيا بنا إلى آلة الزمن إلى عهد الاسره الخامسه عشرة.
ارى مصر فى عهد الاضمحلال والفوضى والضعف يحكمها ملوك ضعاف وأحوال متدهورة وانتهز قوم همج أتوا من الشمال الفرصه ونزحوا الى مصر بجماعات غفيرة حيث تغلبوا بسهوله على المقاومه المصرية الضعيفه وكان سلاحهم القوى هو العجلات الحربيه التى تجرها الخيول والتى لم يكن يعرفها المصريون من قبل وفتكت بهم فى وقت قليل وسكنوا فى الدلتا وحكموا الشمال .
هؤلاء القوم سماهم المصريون الهكسوس اى الملوك الرعاه وكانوا يتسمون فى اغلبهم انهم قصار القامه طوال اللحيه نعتهم المصريون بانهم ذوى اللحى القذرة وهم قوم قساة القلوب انظر ياصديقى انهم يعذبون المصريين ويحقدون على تاريخهم وحضارتهم العريقه ويدمرون المعابد ويخربون كل ماهو نفيس وبات المصريون يتطلعون للخلاص من هذا الكابوس المؤلم فهل من مخلص ومحرر ؟؟
هيا نكمل الرحله ونسافر إلى عهد الأسرة السابعة عشرة ماهذا ان الهكسوس لازالوا يحكمون الشمال والشعب المصرى فى الشمال يتألم من ظلم ونير المحتل الغاصب.
هذا حال الشمال فمابال الجنوب او مصر العليا دعنا نذهب اليها ونرى احوالها الحمد لله انظر ياصديقى انها لم تحتل من الهكسوس وظلت حرة ولكنهم يحسون ويتالمون بألم اخوتهم فى الشمال ويتطلعون لفك قيودهم وتحريرهم.
انظر الى الفلاحين باجسامهم القويه النحاسيه السمراء التى طهرتها شمس مصر الحبيبه وهم يعملون فى الحقول كأنما نبتوا من صميم أرضها الطيبه هؤلاء سيكونون جنود مصر الاشداء فى حرب التحرير من الهكسوس الغاصبين.
والان دخلنا طيبه الشامخه عاصمة الجنوب ذات المسلات الضخمه والمعابد الكبيره والطرقات الواسعه ونشاهد قصر الملك فى اكبر الميادين وبداخله الملك سقننرع تاعا الثانى يبدو مهموما ويفكر مليا وهو جالس مع الوزراء والقاده وكبار الكهنه فى القاعه الملكيه الكبيره التى يحرسها حراس مدينة هابو الاشداء كان الملك يتحدث معهم ويسمع الاراء. ولكن لماذا كل هذا لابد ان أمرا جلل قد وقع زلزل كيان كل من فى القاعه .فما هو هذا الأمر؟ ابوفيس ملك الهكسوس طلب من الملك سقننرع ان يذبح افراس النهر التى يقدسها المصريون الموجوده فى طيبه لأنها تزعجه وتقلق منامه من اصواتها وهو فى قصره بمنف عاصمة الشمال التى تبعد مسافه بعيده عن طيبه. وعلى اهل الجنوب ان يعبدوا ست آله الشر الذى كان يعبده الهكسوس ولا يعبدوا امون رع وان يغلقوا ابواب جميع معابد امون.
يعنى ياصديقى بالبلدي ده جر شكل.
وبذلك كان القرار هو الحرب .
انفض الجمع ودخل الملك مهموما إلى الجناح الملكى وقابلته زوجته احوتبى وأمه تتى شيرى فبادرته امه بالسؤال ماذا أراد ابوفيس هذه المره ؟ فرد عليها مغتاظا يريد ان اذبح افراس النهر لان اصواتها تقلق منامه فى منف ويريد ان نغلق معابد امون رع ونعبد معبودهم ست اله الشر الذى يقدسونه.
فامتعض وجهها وقالت فى ايام حكم ابيك كانوا يرسلون إلينا طلبا للغلال والذهب فكان ابوك يعطيهم مايريدون ليبعد شرهم عنا ولكنه فى ذات الوقت كان يعد جيشا قويا فى سرية تامه لايعلم الرعاة بامره. وهنا قالت احوتب انا ارى انهم هذه المره يطمعون فى اكثر من الغلال والذهب انهم يطمعون فى شرفنا وعزتنا يريدون اذلالنا. فحدجت تتى شيرى الملك بنظرة تملؤها الغضب وسألته وماذا كان ردك ؟
لم أعطى ردا وساعطيهم ردى غدا وانا والقاده والكهنه والحاشيه قررنا الحرب باجماع الاراء.
فقالت له امه اذن أمضى يابنى مؤيدا من امون واعلم ان شرف مصر بين يديك ولاترجع إلى هنا الا وانت محرر الشمال كاملا ليس حتى منف فقط بل الى اواريس عاصمتهم فتدك حصونهم وتطرد الرعاه ذوى اللحى القذره خارج مصر ليرجعوا إلى صحارى الشمال القاحله التى جاؤا منها، ثم انصرفوا جميعا للنوم.
وفى الصباح استدعى الملك القاده والوزراء والكهنه ثم طلب حضور رسل ابوفيس فجاؤا يمشون بخيلاء وكبر كانوا ثلاثه من الكهنه وحيوا الملك وبادر كبيرهم بالسؤال ماردك ياحاكم الجنوب ؟
فاشتعل الملك غضبا على مناداته بحاكم الجنوب ولم ينادوه بالملك ولكنه تمالك نفسه ورد قائلا
قل لابوفيس حاكم الشمال انى لن البى ايا من طلباته وعليه ان يرحل إلى الصحاري المقفره التى جاء منها ويترك مصر للمصريين. فاغتاظ رئيس الرسل وكان كبير كهنة ابوفيس وقال بغضب إنما ابو فيس هو ملك الشمال والجنوب وردك معناه الحرب. فرد عليه الملك وقال نعم هى الحرب حتى يخرج اخركم من مصر كلها.
وخرج الرسل يشتعلون غضبا وبادروا بالعودة ليرسلوا الرد لابوفيس.
امر الملك كبير قادةالجيش بيبى ان يعد الجيش للرحيل ويبدا فى التجمع وسط الميدان الكبير أمام معبد امون وينتظروا حضوره اليهم. وامر قائد الاسطول احمس ابانا ان يجهز الاسطول للابحار فى النيل. كان الميدان هو أوسع الميادين فى طيبه وفى وسطه تقف مسلة ضخمه رمز شموخ وعظمة مصر وهناك احتشد الالاف من الناس لتوديع مليكهم و جيشهم بالهتافات والزهور.
وعندما لبس الملك لباس الحرب وجد ابنه كامس قادم وعليه لباس الحرب ايضا فقال له يابنى ابق هنا بدلا منى ترعى أمور البلاد فى غيابى وترعى اسرتنا ولاتنسى ارسال المدد لنا وأمره بالرجوع فغضب كامس وقال ياوالدى خذنى معك للحرب اريد الدفاع عن شرف بلادى فقال له الملك ان مهامك لاتقل شانا عن القتال وامره بالبقاء. وجاء ابنه الاصغر احمس يجرى اليه ليقبل خد ابيه ويودعه فنظر اليه الملك مبتسما وقال له لاتنسى اباك واذكره دائما بالفخر وقبله فى جبهته وانصرف . بدا ركب الملك فى التحرك وعندما وصل الميدان الكبير نزل الملك وسط الهتافات الحاده للجماهير المحتشده وعندما راى الناس تتى شيرى جن جنونهم وعلت الهتافات باسمها ثم نزلت احوتب وتوجهوا جميعا إلى معبد امون حيث استقبلهم كبير كهنة امون حونى وحيا الملك ثم دخل الملك إلى قدس الاقداس فى المعبد وقضى بعض الوقت ليصلى ثم خرج فقال له حونى لحظه يامولاى فقال له الملك ماوراءك ؟ فاشار حونى لبعض الكهنه بيده فاحضروا صندوقا صغيرا وفتحه وأخرج منه التاج المزدوج رمز الشمال والجنوب وقال للملك هذا تاج اخر ملوك مصر الموحده قبل دخول الرعاه مصر اسمح لى يامولاي وخلع عن رأس الملك تاج الجنوب وتوجه بالتاج المزدوج. وعندما خرج سقننرع وراته الجماهير المحتشده وعلى راسه التاج المزدوج هللوا وارتفعت الهتافات يعيش سقننرع ملك مصر الموحده ثم بدات تتى شيرى فى خطاب حماسى للجنود فصمت الجميع واستمعوا باهتمام فقالت لهم انا ارى اليوم امامى وحوشا وليس بشر ارى وحوشا متعطشه لدماء الرعاه ذوى اللحى القذره الذين ساموا اخواننا فى الشمال سؤ العذاب فياابناء النيل ياجند مصر الاشاوس يامن نبتت اجسامكم من هذه الارض الطيبه وطهرت بشرتكم السمراء شمس مصر المشرقه ارجعوا الينا بالنصر المبين ولا تعودوا حتى تحرروا اخوانكم فى الشمال وتطردوا اخر رجل من الرعاه خارج ارض مصر وفقكم الله ورعاكم. ثم امر الملك الجيش ببدء التحرك فشقت صفوف الجيش الامواج المتلاطمه من البشر والتى زلزلت الارض بالهتافات وبادروا بالقاء الورود على الجنود ثم ودع الملك زوجته وأمه وركب عجلته الحربيه وعلى راسه الناج المزدوج وسط هاله من عربات الحراسه ووراءه فرقه من الحرس الملكى من رجال هابو الاشداء برماحهم وسيوفهم.
والى هنا ياصديقى نتوقف للاستراحة وشرب القهوه.

يتبع من حكايات زمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق