الحـمـدُ للّٰـهِ صـرتُ الـيـومَ في دعـةٍ
أَرضىٰ الـقـلـيــل ولا أًَهـتــمُّ بـالـمــال
أغـفـــو بـلـيــل ولا حِـقــدٌ يُـؤرقـني
أحـاسب الـنـفـس في حـلّي وترحالي
وأَحـفـظ الـوُدَّ للـجـيران مِن صغري
وأطلـب الـعـفـو مـن ربٍ هــو الـعـالي
ولسـت اعتب في الدنـيا على احـدٍ
ولــســت أَطــمــع في عَــمٍّ ولا خــالِ
ولـســت اذكـر عــورات الأنــام فـلا
أخـلو من العـيـب في فعـلي وأقـوالي
فالصـمت افـضـل مِـن قول به لغطٌ
والصمـت يـبـقى مع الإجلال أَقوىٰ لي
واحفظ السـرَّ في مسـتـودع خَـرِب
بين الـضـلـوع وتحت الروح اسـمـا لي
غـدّا سـارحل عـن دنـيـا بـهـا رفَـثٌ
واخـلــع الـعـــمــر مـع اوزار اسـمــالي
صوت اليقين على الإيمـان ايقظني
صوت الـقريض مع الأسحار أَوحىٰ لي
ما كنت احـسـب ان العـمـر يمـهلني
ويــنــبــت الــورد في اركـان أَوحـالي
سبعون مَرَّت وليل العُـمـر يـهـزأُ بي
والــشَّـكُّ يـقـطــعُ في الايـام أَوصـالي
وإذ بصوتٍ مع الأسـحـار يهتـف بي
أَنَّ الإلــه بِــحـكـــم الأرض أَوصـىٰ لي
مـا كنتُ أحسب أَن الـعـمـر يمهـلني
حتى يـخـلٍّـصني مِـن رِجــس أفـعـالي
فالحب في القـلب أَحـلام مُـعـتَّـقـةٌ
والحـقـد يـظـهـر في الايـام أفـعىٰ لي
ما كنت ممن يذيع الشـر عـن سَـفـهٍ
ولا أعــاشـــر أَهــل الـقــيــل والـقــالِ
ما أسوأ العيش في دنيا يهـون بها !
صـدقُ الـفـهـيم ويسـمو كِـذبُ جهّـالِ
قَدِ ابـتـعـدتُ لِـهٰـذا عـن مـجالسـهـم
آوي لِــصــومـعـتي مـع راحــة الـبــالِ
فبـائـع العـطـر لا تـؤذيـك صحـبـته
ونـافخ الكير يُـؤذي الناس في الحالِ
فاسلك سبيلًا على التوحيد فطرتـه
وقــاوم الـنـفـسَ في صــبرٍ وإجــلالٍ
واذرف دموعًا مع الاسـحار صـادقًـا
فـالـكـل واردهــا والـمـؤمـن الـخــالي
واكـتـم خَـطـايـاك عَـلَّ اللـه يُبدلهـا
فـالـلـه يـبــدل مِـن حــالٍ إلى حـــالِ
إِن المجاهر بـالـفـحشـاء في خَطرٍ
فـلـتَـحــذر الـلـه في قــول وافـعـــالِ
