مكتبة الأدب العربي و العالمي
حكاية موحه والوسادة العجيبة الجزء الثاني
نهاية الجزء الاول و
في منامه في بستان بين جبلين تحاول الوقوف فتسقط ثم جلست حزينة وبدأت تقطف الأقحوان والزعفران وسال الرحيق بين أصابعها فدهنت ساقيها ثم إستندت لجذع شجرة ووقفت . في هذه اللحظة إستسقظ موحا وتعجب من هذه الأحلام فهي تكاد تكون حقيقة وهو لا يزال يحس برائحة الأزهار حوله وفرح لأنه عرف الدواء لكن الحلم إنتهى قبل أن يعرف مكان ذلك البستان وفهم أن تلك الوسادة تجعله يحلم بما يخالج قلبه ويشتهيه خاطره ولهذا السبب أوصى أبوه بالحفاظ عليها رغم أنها مهترئة لكنه تساءل لماذا لم تأتيه تلك الأحلام الجميلة من قبل فلقد أضطر لوضعها تحت رأسه بعد أن باعت أمه الأسرة وحتى الوسائد لكنه فكر دون أن يهتدي لحل. و مع صياح الديكة في الفجر أسرع موحا لبيت الشيخ محمد ليسوق له الخبر. فمن شدة فرحه لم ينتظر حتى طلوع الشمس ..
…
لما وصل موحا إلى دار خضرة أمسك بالحلقة وطرق الباب فتردد الصوت في كامل الرقاق الذي لا يزال خاليا قام الشيخ من فراشه وقال ربنا يستر من الذي يطرق الباب في هذه الساعة ثم أشعل شمعة ورمى برنسه على كتفيه وخرج يتحسس طريقه وحين فتح الباب إندفع موحا إلى داخل الدارفتعجب الشيخ وقال ويحه لماذا هو مستعجل هكذا جلس الولد على أول كرسى هو يلهث من الجري ثم نظر للشيخ وقال له أعلم أنك تتساءل عن سبب مجيئي في هذا الوقت لكن عذرا فلم أكن أستطيع الإنتظار!!! في تلك اللحظة أطلت خضرة على السقيفة وقالت بدهشة هذا أنت يا موحا تعال يا أبي وخذني فاني أشتهي أن أجلس معكم وأشم هواء هذا الفجر الجميل .
فبكى الشيخ حتى تبللت لحيته ثم دخل وحملها على ظهره أجلسها قرب موحا ولم يرها أبوها سعيدة مثل هذا اليوم فلم يكفيها هذا المړض حتى زاد طلاق أمها من آلامها .نظر إليها الولد وقال لها لن يحملك أحد بعد الآن وستمشين على قدميك مثل كل البنات في سنك !!! كان الشيخ يستمع دون أن يصدق حرفا واحدا مما يقوله موحا فكل الأطباء والمشعوذين قالوا أنه لا وجود لعلاج وستعيش بقية حياتها كسيحة ومنذ ذلك الوقت والحزن يملأ قلبه وتذكر كيف تركته إمرأته وإبنتها في أمس الحاجة إليها .
أفاق الشيخ من هواجسه وقال له لم يفتني إهتمامك بخضرة !!! إسمع إن نجحت في شفائها فسأزوجك إياها دون شرط وبإمكانك أن تسكن عندي فالبيت واسع. ثم سأله والآن ما هو العلاج ومن قال لك عليه فأخبرهما الولد بالحلم الغريب الذي رآه وأن مرهما من الأقحوان والزعفران هو الذي سيشفيها لكن المشلكة أن هذه الأزهار لا تنمو إلا بين جبلين وعليه أن سينتظر الليل ليرى
بقية الحلم !!! صمت الشيخ ولم يشأ أن يفسد فرحة خضرة فمنذ متى تشفي الأحلام من الأمراض ومع ذلك هذه الحكاية مسلية ولقد أعجبت إبنته التي أصغت باهتمام لموحا. قام الشيخ وطبخ القهوة ثم صب لنفسه فنجانا وأعطى الولد وابنته كسرة شعير حامية ولبناو أخذ ينظر لهما بطرف عينه وهما يتهامسان أخذ رشفة من الفنجان وشعر برغبة في أن يشكو همه فقال لموحا إعلم أني كنت نجارا ولي دكان في السوق ويوم تزوجت نعيمة أم خضرة كانت الدنيا لا تسعني من الفرح فلقد كانت أجمل بنات هذا الزقاق .
لكن لما ولدت إبنتهابدأت الخصومة مع إحدى جاراتها وقالت لي أنها تغار منها وطلبت مني الإبتعاد عنها لكن لم أهتم بقولها وفي أحد الأيام خرجت إمرأتي وطلبت مني البقاء مع خضرة وكانت لا تزال صغيرة فلم أرى مانعا من تلعب مع إبنة الجارة في دارهم لكن بعد أيام أصابتها حمى شديدة ولم تعد تقدر على المشي ولما علمت نعيمة بما وقع تركني وذهبت إلى دار أبيها ثم طلبت الطلاق. رد موحا يا لها من قصة محزنة !!! تنهد الشيخ محمد وقال لقد أغلقت دكاني وربيت إبنتي وطول هذا الوقت عشنا على الكفاف وبدأ البيت ينهدم وظهر علي الكبر بسرعة أما أمها فلم تسأل علينا أو تساعدنا حتى بدرهم واحد طأطأ موحا رأسه ثم إلتفت لخضرة التي كانت واجمة وقال لها سينتهي كل شيئ وتعود البسمة لشفتيك أما الآن فسأرجع لدارنا وفي الطريق وجد رجلا يوزع الأكل على الفقراء فاندس وسطهم وأخذ صحفتين من الطعام ورغيفا وقال اليوم ربحت رزقي دون تعب …
يتبع الجزء الثالث