مكتبة الأدب العربي و العالمي
قصة_الملك_العملاق
في زمن ما كان هناك ملك طيب للغاية يثق بكل الناس ثقة عمياء ويحسن الظن بهم بشكل مبالغ فيه وكان محبوبا لدى شعبه جدا ولدى أغلب حاشيته لكن طيبته الزائدة وثقته المبالغ فيها اتجاه من حوله اوقعته في شباك الخائنين و الطامعين بمركز السلطة والجاه والملك فكان أن اوهمه أحد وزرائه الذي كان موضع ثقته الكبيرة وبئر أسراره بأن ابنته التي تعيش في مملكة بعيدة مريضة جدا وأن عليه السفر بسرعة لزيارتها قبل فوات الاوان اضطرب الملك وقرر السفر فور سماعه الخبر المحزن
بعد سفر الملك قام الوزير الخائڼ الذي دبر المکيدة بفتح الخزينة التي يحفظ بها الملك ختمه الخاص الذي يوقع به كل القرارات المهمة ووضعه ك إمضاء على عقود مزورة تمنحه التوكيل المطلق وتولي أمور المملكة في حال غياب الملك وكذلك تولي منصبه في حالة ۏفاته ثم قام بتنفيد خطته الشريرة الثانية وهي القبض على الملك ووضعه بالسجن من قبل الجنود الذين قام بإغرائهم بالمال والمناصب العليا بعد أن يصبح ملكا ولكن لحسن الحظ أن هناك من يحبونه بصدق فقاموا بإخباره بما ينتظره وهربوا به بعيدا في زورق صغير لكن الرياح عصفت بالزورق وألقت بكل واحد منهم على شاطئ معين وكان من نصيب الملك الطيب أن القي به في شاطئ خال بجزيرة غريبة مليئة بالكثير من النحل والعسل وبدأ يبحث عن اصدقائه وعن مأوى يقيه من البرد وبينما يتمشى بين الأشجار والأحجار وجد مجموعة من الأقزام تحت شجرة وكانو يصنعون معدات حربية وعندما رأو الملك خافوا وهربوا وهم ېصرخون فأخبرهم أنه لا يفكر بأذيتهم وأنه ملك لاجئ لديهم فاقد لملكه وبيته وعائلته واصدقائه وانه يطلب مساعدتهم لاسترجاع ما فقد .
حدق الأقزام طويلا الى الملك العملاق مقارنة بحجمهم الصغير فقال له كبيرهم بعد مشاورات مع أهل الجزيرة يبدوا أنك رجل طيب جدا لهذا صدقناك و قررنا مساعدتك ولكن بشرط وهو ان تتولى منصب الملك لدينا لمدة ثلاتة أشهر حتى تدفع عنا الظلم والأڈى من مملكة اللصوص الذين يهاجموننا لسړقة عسلنا
وافق الملك على شرط الاقزام بدون تفكير ثم أقيم احتفال للملك العملاق وصنعوا له ملابس وطعام وبيتا كبير وڼصب كملك جديد على عرش جزيرة العسل ومملكة الأقزام
ولقب بالملك العملاق الشهم ملك جزيره العسل الصافي فقد كانوا يملكون غابات من النحل ويبيعون العسل في كل البلدان وعندما اقترب هجوم اللصوص على المملكة اقترح عليهم الملك خطة ذكية وهي وضع الغراء في قناني ودهنه بالعسل
وهكذا بمجرد أن يضعوا ايديهم بالقنينة او الجرة تلتصق بالغراء فلا يستطيعون تحمل ذلك ولن يقدروا على الھجوم عليكم نجحت خطة الملك العملاق وتخلص الأقزام من اللصوص الذين يأتون لسړقة عسلهم وقامو بطلاء الغراء حول الجزيرة ودهنه بالعسل وكانت طريقة ناجحة في إبعاد الأعداء و انتهت الأشهر الثلاتة وأتى الموعد المتفق عليه كان صعب على الاقزام مفارقة ملكهم العملاق الطيب لكنهم فكروا أيضا في مملكته التي تضيع وفكروا ايضا في كيفية الدخول إليها واسترجاع ملك الملك العملاق .
فكر الملك العملاق والاقزام في خطة لاسترجاع المملكة المسروقة وسأله كبير الاقزام إن كان لدى الوزير الطماع أي نقطة ضعف فقال الملك نقطة ضعفه الوحيدة أنه مصاپ بمرض آكلي كثرة اللحوم الحمراء ومرضه هذا لم يجد له أي علاج وهنا خطرت للجميع فكرة ذكية وطريفة تخلصهم من الملك المزور وفورا انطلق الملك الى مملكته وهو متنكر بزي بائع العسل ومعه أصدقائه الأقزام وعند وصولهم بدأ الملك يردد عسل عسل عسل صاف فيه دواء من كل داء يشفي الأحزان والحسد وكل الأسقام عسل يداوي الجراح والنقرس يا من تأكل اللحم ولا تشبع وظل يردد هذه الكلمات إلى أن سمعه أحد حراس القصر فاخبر الوزير أو الملك المزور عن بائع العسل وعن قدرة شفاء عسله من كل الأمراض
وخاصة مرض آكلي اللحوم وفور سماعه الخبر امرهم بأن يأتوا به للقصر وعند دخول الملك العملاق والاقزام إلى القصر أخبر الملك أن شرط الشفاء من المړض هو أن يجتمع كل من في القصر ويضعوا ايديهم داخل قناني العسل بنفس الوقت ومعهم انت أيها الملك المبجل وافق الوزير على شرط بائع العسل واستدعى كل من في القصر ووضع لهم العسل على الطاولات وما إن وضعوا أيديهم حتى التصقت بالغراء المدهون بالعسل فلم يستطيعوا تخليص أنفسهم وقام الأقزام بربط الملك المزور ومن معه من الخائنين وكشف الملك الحقيقي عن نفسه واستدعى شعبه واخبرهم بما فعله الوزير الطماع فقام أهل المملكة بضربهم بالأحذية وطردهم خارج أسوار المملكة
واحتفل كل من في المملكة بعد ان استرجع الملك ملكه وعرشه وحكمه العادل وبعد ان تعلم الدرس وهو ألا يثق ثقة السادج بالاخرين ويضع حدودا لذلك فالتوازن مطلوب في كل شيء وتعلم ايضا عدم افشاء أسرار مملكته إلا لمن هو حق وأهل لذلك وظل يزور مملكة العسل وجزيرة الأقزام الطيبين طوال حياته ويحتفل معهم ويساعدهم
من قصص حكايا العالم الاخر