تأثير المرونة البيداغوجية الإدارية(جيفن) على المسيرة التعليمية في المدارس ومدى رضا مدراء المدارس منها / الجزء الأول

ملخص

قام جهاز التربية والتعليم في السنة الدراسية 2022/2023 بإدخال برنامج “غيفن” الذي أعطى مرونة إدارية وبيداغوجية، حيث تستلم المدرسة موارد بسلال مختلفة لصالح العمل التربوي– التعليمي فيها ، وتستطيع ملاءمة الأشياء المهمة والنقاط الرئيسية وتجهيز المدرسة والبرامج التي تفعلها لجمهور التلاميذ والمعلمين والمجتمع الذي تعمل فيه. وقد هدف هذا البحث إلى التعرف على مدى رضا مدراء المدارس عن منظومة غيفن وتأثيرها على المدرسة ، وقد تم  اتباع منهج البحث الوصفي التحليلي، حيث تم  توزيع استبيان على عينة تكونت من (30) مدير ومديرة  في المدارس العربية في إسرائيل .  وقد أظهرت نتائج تحليل الاستبيان  أن رضا المدراء عن منظومة غيفن جاء بدرجة كبيرة حيث رأى ما نسبته 82% من المدراء أن هذه المنظومة تسهل عمل المدير من الناحية البيداغوجية، كما فضّل ما نسبته 67% من هؤلاء المدراء منظومة غيفن على برامج الإدارة الذاتية الأخرى. تبين أن تأثير منظومة غيفن على المدارس كان بدرجة كبيرة، حيث رأى ما نسبته 81% من المدراء عينة الدراسة أنه من خلال هذه المنظومة يسهل إعداد خطة مدرسية شاملة لتحديد الأهداف التعليمية العاطفية واللامنهجية، كما رأى ما نسبته 80% من المدراء أن المنظومة ساعدت في تقديم المساعدة الماليّة–الإداريّة لتشغيل المدرسة. وبلغ المعدلالكلي لرضا المدراء عن المنظومة 77% . كما تبين أنه لا توجدفروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α≥0.05) حولمدى رضا مدراء المدارس عن منظومة غيفن وتأثيرها علىالمدرسة تعزى لمتغيرات الجنس، المؤهل العلمي، سنوات الخبرة،بينما كانت هناك فروق فيما يتعلق بنوع المدرسةحيث كان معدل الرضا لدى مدراء المدارس الإعدادية اعلى منه لدى المدارس الابتدائية. وبناء على نتائج البحثفقد أوصى الباحث بعدة توصيات كان من أهمها استحداثقاعدة بيانات تدعم اتخاذ القرار وتحديد مسارات العمل،وإعداد خطة عمل تربوية سنوية مرتبطة بالموارد في نظام غيفن،بالإضافة إلى توزيع ميزانية تعبر عن أولويات المدرسة وأهدافهاوتحدياتها.

الكلمات المفتاحية: منظومة غيفن، الإدارة المدرسية الذاتية، المرونة البيداغوجية، إدارة التعليم في إسرائيل.

الفصل الأول

“مشكلة البحث وأهميته”

تعد الإدارة المدرسية ركناً أساسياً من أركان العملية التربوية التعليمية، ويتوقف عليها نجاح العملية التربوية كونها الإدارة المباشرة المشرفة على التعليم بشكل عام، والمنفذة للسياسات التعليمية التي تخطط لها الإدارات التعليمية العليا، ونتيجة لتعدد مهام مدير المدرسة واختصاصاته، وكثرة الواجبات والمهام الملقاة على عاتقه، لذا ينبغي على المختصين والمسؤولين ذوي العلاقة الاهتمام بالإدارة المدرسية وإعداد القائمين عليها وتدريبهم، حتى تستطيع القيام بواجباتها على أكمل وجه. ويعد مدخل الإدارة الذاتية للمدرسة من المداخل الإدارية الحديثة، والذي لقي تشجيعاً في ثمانينيات القرن الماضي، وأخذ في التطبيق على نطاق واسع في العقد التالي ويقوم على النظر إلى المدرسة على أنها وحدة إدارية تتمتع بالاستقلال الذاتي، ولها الحق في تصريف شؤونها وتسيير العمل فيها على أساس من اللامركزية في مختلف العمليات والوظائف الإدارية، وخضوعها في الوقت نفسه للمحاسبة ذاتياً وخارجياً عن طريق هيئات الاعتماد وضمان الجودة التي تحكم جودة مخرجاتها (نجار، 2021، ص107-108).

قام جهاز التربية والتعليم في السنة الدراسية 2022/2023 بإدخال برنامج “غيفن” مرونة إدارية وبيداغوجية، حيث تستلم المدرسة موارد بسلال مختلفة لصالح العمل التربوي- التعليمي فيها ، وتستطيع ملاءمة الأشياء المهمة والنقاط الرئيسية وتجهيز المدرسة والبرامج التي تفعلها لجمهور  التلاميذ والمعلمين والمجتمع الذي تعمل فيه. وأحد التغييرات المركزية بالنسبة  للمدارس هو  تغيير إطار الإرشاد الذي اعتادت عليه، أيام الإرشاد كما كانت حتى السنة الدراسية 2021- 2022 انتقلت لإطار آخر، من خلاله يقتني مدير  المدرسة ساعات الإرشاد الملائمة لمدرسته حسب تقديره وأولوياته. وهناك تغيير مهم آخر وهو نقل “الدعوات لطلبات” من قيادة وزارة التربية لاختيار المدارس والسلطات من ميزانيتهم، المقصود انطلاق خطوة واسعة جداً مصحوبة بشكل طبيعي بتعقيدات كثيرة ومخاوف وحاجة بالتصحيح وملاءمة أثناء التنفيذ.

ويقوم جهاز التربية والتعليم بالمساعدة في سيرورات التدريس والتعلم والتقييم التي يقوم بها المدراء لملاءمة الأطر الجديدة، بحيث يستمر التطور المهني في تقديم استجابة تربوية ومساندة للمعلمين. ليدركوا معاً التحديات ويحاولون إيجاد حلول للسنة القريبة بشكل خاص وللسنوات القادمة بشكل عام (عثامنة، 2022).

ومن أجل إتاحة الاستعداد المناسب وعمليّة التخطيط الهامّة، تمّ فتح منظومة غيفن لمرحلة التخطيط المبكّر بين التواريخ 9.5.2022 – 31.5.2022 في هذه المرحلة، حيث يمكن للمدارس مشاهدة ميزانيّة المدرسة للسنة الدراسيّة 2022/2023 واختيار الحلول المناسبة، بالإضافة إلى طلب تحويل ساعات التدريس إلى ميزانيّة مرنة في المرحلة الثانويّة. وبتاريخ 1 حزيران افتُتحت المنظومة لمرحلة التخطيط الكامل التي يبلور المديرون والمديرات خلالها في المنظومة خطّة العمل المدرسيّة للسنة الدراسيّة 2022/ 2023، ويخطّطون ميزانيّة غيفن الموجودة تحت تصرُّفهم، لهذا الغرض أُتيحت في المنظومة آلاف الحلول والاستجابات في مجالات منوّعة لاختيار المديرين، موزّعة في ستّ سلال مركزيّة تعكس جوهر العمل التربويّ.

المنظومة مفتوحة الآن لمرحلة التخطيط الكامل، والتي سيُطلب خلالها من مديري المدارس التخطيط في المنظومة لميزانيّة غيفن المتاحة لهم، وعرض خطّة عمل المدرسة، وبتاريخ 3 آب افتُتحت منظومة غيفن للسلطات المحلّيّة لغرض بلورة خطّة العمل في السلّة التابعة للسلطة المحلّيّة، وتُتاح الحلول تدريجيًّا في السلّة حتّى مطلع شهر أيلول، بحيث يجب أن يتمّ الانتهاء من الصياغة الكاملة لخطّة العمل في سلّة السلطة المحلّيّة بحلول 1.11.

ويهدف برنامج المرونة الإداريّة “غيفن” إلى تمكين مديري المدارس من تحقيق أهداف التربية والتعليم على النحو الأمثل، من منطلق الاحترام والاعتراف بمعرفة ومهنيّة مديري المدارس وطواقمهم، قدرتهم على تخصيص الموارد والحلول الفريدة من نوعها لمجتمعهم المحلّيّ. في إطار هذه الخطوة سيتمّ توسيع المرونة الإدارية والتربويّة لمديري المدارس والسلطات المحلّيّة وألوية الوزارة بشكل كبير، بدءًا من السنة الدراسيّة 2023/2022. وتؤكد الوزارة على تشجّيع التعاونات في إطار البرنامج، حيث تعتبر الاحترام والتعاون والحوار المتبادل بين مدير المدرسة المسؤول عن المدرسة ومدير قسم التربية والتعليم في السلطة المحلّيّة، مفتاحاً لنجاح البرنامج. لهذا الغرض، اتّخذت الحكومة القرار رقم 226 في 1.8.2021 بشأن موضوع “خطّة توسيع المرونة الإداريّة” (“قرار الحكومة”). إذ يحدّد قرار الحكومة هذا مسار توسيع المرونة للسنوات القادمة، وبلورة هذه الخطوة في عمليّة تفكير مشتركة شارك فيها مختلف الشركاء في منظومة التربية والتعليم.

تكمن مشكلة هذا البحث في الإجابة على السؤال حول مدى تأثير منظومة غيفن على المدرسة ومدى رضا المدراء عنها حيث تعتبر تجربة حديثة لم تُجرَ عليها دراسات كافية بعد بالرغم من أهمية الموضوع بالنسبة للعملية التعليمية بشكل عام .

يقوم هذا البحث بالإجابة على سؤال البحث الرئيس وهو:

تم صياغة مجموعة من الفرضيات التي تتعلق بالبحث الحالي وهي كالآتي:

تكمن أهمية البحث في التعرف على مدى رضا مدراء المدارس عن منظومة غيفن وتأثيرها على المدرسة، وهو موضوع هام سيترتب عليه تقديم توصيات إلى القائمين على المنظومة حول نقاط القوة والضعف فيها ، من أجل النهوض بها للوصول إلى مستوى أعلى من الرضا  لدى المدراء .

يهدف البحث الحالي إلى: