شعر وشعراء

مَغلوبْ شعر جعفر جبارين .

مَغلوبْ .
~~~~~
يُواسيني سُكونُ الّليلِ
وتفترِسُ شعوري برودةَ الدّجى
وينهَمرُ على جسدي كالسَّيلِ
حنينُ الطّيور المهاجرة
هل لِلطّيورِ ذاكرة ؟
تَغويني سكرةُ النعاسِ
كما تغوي المُحتضر سكرةَ الموتِ …
أسمعُ في أعماقِ الكهفِ العتيقِ
صَوتاًٌ يناديني …
أُدْخُلْ …
أنقذْ روحكَ
من يدِ هذا الغريقِ
وألقها على شاطيءِ النسيانِ
واصنعْ منها منارةً
لِفاقدِ الطّريقِ
>
ألأشجارُ في حقلي تبكي
على تُرابٍ يَغيضُ منهُ
الحنينْ
تُردّدهُ رائحةُ المسكِ
على خدّ الياسَمينِ
ويعجزُ ماءُ البحرِ
عن إحياءِ أزهاري
ويغزو الّليل ساحاتي
لإطفاءِ أقماري
ويموتُ سرابُ الصّحراءِ
ويَصْلى على ناري
وتبني له رمالُ النازحينَ
عن أرضي
قبراً بجانب أسواري
ويعود سكون الّليلِ يواسيني
يأتيني بوجهٍ
تلطّخهُ دماءُ الرّياحينِ
وقارورةِ الزَّمنِ المقلوبِ
ترقصُ في وطني المسلوبِ
تمحو آثارَ الأحلامِ
وتُغرِقُ قُدّامي الدُروبِ
تَسرقُ للبحرِ الشُّطآنِ
وتغمُرُ بالملحِ السُّهوبِ
وبريقُ عينيها اللّعوبِ
يُسحِرُ أمواتَ القلوبِ
ويعودُ التّائهُ أدراجهْ
مُعتلياً صهوةِ أمواجهْ
يبحثُ عن خُبزٍ وحبوبِ
لا يدري أنَّ الدَّربَ
على وَجهي أصبَحَ
مَغلوباً
مَغلوبْ .

جعفر جبارين .

مقالات ذات صلة

إغلاق