العقل هو أكبر نعمة منحها الله للإنسان وميزه بها عن باقي المخلوقات , وعلى الانسان استعمال عقله بشكل صحيح ومفيد والا تحول العقل الى اداة هدم للانسان نفسه ولشعبه ،فاستغلال الشعوب يبدأ بتجاهلها وتغييب عقولهم ، وتهميش الحكماء والعقلاء ، والعمل على تجميد الأفكار ونشر المذهبية والطائفية فيها لتقسيمها وتشتيت شملها لتستطيع السيطرة عليها , فقد
نشرت منظمة ويكيليكس ان مئات من رجال المخابرات الغربية يعملون ليل نهار من اجل نشر الرذيلة ومعلومات وفتاوى غير صحيحة للشباب العربي من خلال هذه الوسائل من اجل تدمير أخلاق الشباب وخلق عدم الثقة بين الشاب العربي ودينه وموروثه الاجتماعي ,فهناك أكثر من 400 محطة تلفاز تبث باللغة العربية في خدمة المشروع الغربي , فأصبحت محطات التلفاز ومواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعية بغياب دور الاهل هي التي نربي اولادنا .
تدمير أمة لا يحتاج الى قنابل نووية او صواريخ , ولكن يحتاج الى تخفيض نوعية التعليم لكي يتفشى الجهل في عقول الأبناء, فانهيار التعليم = انهيار امه .
وهذا هو الفكر الذي تتبناه الدول الكبرى الاستعمارية ، فهي تخشى تقدم الدول من العالم الثالث والتي يمكن أن تنافسها بعد ذلك منافسة حقيقية، لترتقي صناعيا وزراعيا واقتصاديا لتصل إلى مصاف هذه الدول.
الدول الكبرى الاستعمارية تدعم كل مشروع ديني متطرف وانفصالي وطائفي في عالمنا العربي وهي تسعى الى تأجيج نار الطائفية والعنصرية من اجل نهب ثروات الشعوب الضعيفة والمتخلفة ، وجهل الشعوب وعدم وعيها يزيد من اشتعال العنصرية والقبلية ، ويساعد الذين يتربصون بهم الدوائر ليل نهار، بل نقدم لهم، وبدون وعي وعن طيب خاطر، عود الثقاب الذي يشعلون به حرائقنا ؟!
الدكتور صالح نجيدات
